الفرق بين النخب الشيعية والسنية في تقويم نظامي الأسد وصدام

علي المؤمن

عند المقارنة بين نظرة النخب الشيعية لنظام بشار الأسد البعثي في سوريا، ونظرة النخب السنية إلى نظام صدام البعثي في العراق؛ سنجد فرقاً جوهرياً؛ فالنخب الشيعية، بمن فيها السورية واللبنانية والإيرانية والعراقية، لم تقل يوماً ولن تقول بأن بشار الأسد كان بطلاً قومياً أو بطلاً شيعياً عظيماً، وأنه قائد الأُمة، وأنه قاهر السنة وناصر الشيعة، وأنه الحاكم العادل المؤمن، ولم يبكوا عليه حين سقط، ولن يعملوا له التماثيل، ولن يقيموا له مهرجانات التأبين في كل دولة ومدينة إذا مات أو أُعدم، ولن يعادوا كل سنّة الكرة الأرضية من أجله، وإنما يقوِّموه تقويماً موضوعياً، ويذكروا ما له وما عليه، وهو ما نقرأه ونسمعه.

   وحتى حين كان الإسلاميون الشيعة العراقيون والبحرانيون والسعوديون لاجئون في سوريا؛ فإنهم كانوا في مجالسهم الخاصة ينتقدون أفكار البعث السوري وكثيراً من ممارسات النظام.

    على العكس من النخب السنية، العلمانية والإسلامية، التي أوصلت صدام إلى رتبة الألوهية والعصمة والفرادة، وأطلقت عليه ألقاب القيادة والبطولة والشجاعة والنزاهة والاستقامة والعدالة والتقوى والنضال والجهاد والإيمان، ما لم يطلقه أحد على نبي وولي ومصلح؛ لمجرد أنه كان يضطهد الشيعة ويذبحهم، كما كانوا يطلقون على المعز بن باديس لقب (ناصر السنة وقاهر الشيعة)، لأنه ذبح ٨٠% من شيعة شمال أفريقيا أو أجبرهم على اعتناق التسنن.

   والحال أن صدام حسين كان أكثر حكام التاريخ والجغرافيا إجراماً وطغياناً وفساداً وتجبراً، وإذا قارنّا حافظ الأسد وبشار الأسد به؛ فسنجدهما من (الملائكة) قياساً بصدام حسين، برغم كل الموبقات التي فعلاها.

    وهذا الاختلاف الجوهري بين النخبتين في تقويم فكر الحاكم وسلوكه، يعبِّر عن الموروث العقدي والمذهبي والتاريخي لكل منهما؛ فوعي النخب السنية – عادة- في هذا المجال هو وعي طائفي، في حين تستند النخب الشيعية إلى معياري العقيدة والعدالة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة “كتابات علي المؤمن” الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

One thought on “الفرق بين النخب الشيعية والسنية في تقويم نظامي الأسد وصدام

  1. يتناسى الكاتب (علي المؤمن).. الحقائق التالية:
    1. الدكتاتور صدام اسقطت نظامه البعثي القوات الامريكية البطلة..لذلك اصبح بطلا قوميا وسنيا وعروبيا.. ولم يهرب من العراق.. بل بقى فيه..في حين الدكتاتور بشار الاسد هرب مع عائلته واخذ معه مئات الملايين الدولارات ليتمتع بشقق واستثمارات بروسيا.. وترك جيشه بكل تسليحه وطائراته بدون ان يقتل جيشه فيها ..
    2. الدكتاتور صدام رغم قمعه للانتفاضات الشعبية وهجرة الملايين نتيجتها.. ولكن اعادهم لمدن ومحافظاتهم كما بعد انتفاضة اذار 1991.. في حين نظام بشار الاسد تسبب بتهجير ونزوح اكثر من 10 ملايين سوريا ولم يسمح باعادة ملايين منهم لمحافظاتهم و مدنهم..فاصبحوا بؤر بشمال سوريا للتجنيد من قبل المعارضة السورية لنظام الدكتاتور بشار الاسد..
    3. الثورة قامت شعبية ضد نظام بشار الاسد ومن زحف عليه من فصائل المعارضة هم سوريين وبقيادة سوري.. (اي عندما سيتم قتله سيكون حاله حال القذافي).. في حين صدام اسقطت نظامه القوات الاميركية البطلة.. لذلك (صور بانه شهيد قتله المحتل).. حسب وصفهم لعمليات التحرير عام 2003..
    4. صدام لم يدخل مليشيات من خارج حدود العراق لقمع الانتفاضة الشعبية المحلية داخل العراق.. اي لم يستعن بمرتزقة.. عكس نظام بشار الاسد استعان بمليشيات تابعة لايران وتشرف عليها الحرس الثوري الايراني كفاطميون الافغانيةو زينبيون الباكستانية وحشد و مقاومة تحمل جنسية عراقية و مليشة حزب الله الموالي لايران من لبنان..
    5. لم يكن عنوان قمع الكورد والشيعة.. يجهر بنزعات طائفية علنية.. في حين نظام بشار الاسد جهر نظامه واجندته الاعلامية الموالية لها الايرانية الولاء بنزعات طائفية مقيتة ضد الشعب السوري ومكوناته..
    6. كما ان المثلث العربي السني لم يقاوم القوات الامريكية 2003 وهم حواضن النظام السني بالعراق البعثي لصدام.. كذلك العلويين حواضن بشار الاسد ونظامه المقيت لم تقاوم قوات المعارضة السورية هيئة تحرير الشام..ولم تتدمر اي مدينة علوية باي قتال ضد المعارضة..
    بعض من فيض..
    فاتقي الله بكتاباتك يا مؤرخ .. (علي المؤمن)..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *