Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

جاء في الالوكة الشرعية: ينقسم العارض للسكون إلى ستة أقسام، وهي: 1- المد العارض للسكون الكَلِمي نحو الْعَالَمِينَ و الرَّحِيمِ و نَسْتَعِينُ. 2- اللين العارض للسكون نحو مِنْ خَوْفٍ و وَذَلِكَ الْفَوْزُ. 3- المتصل العارض للسكون نحو جَاءَ و مِنَ السَّمَاءِ و أَوْلِيَاؤُهُ. 4- البدل العارض للسكون نحو مَآَبٍ و رَءُوفٌ. 5- المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث نحو الصَّلَاة و وَالتَّوْرَاةَ. 6- المد العارض للسكون وهو هاء ضمير نحو عَلَيْه و عَقَلُوهُ. قال الله سبحانه في سورة آل عمران عند مواضع المد العارض للسكون “مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (آل عمران 179)،  “وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (آل عمران 180)، “لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (آل عمران 181).

المد هو إطالة الحرف في النطق، وفيه ثلاثة أحرف هي الهمزة، والواو، والياء، ويقاس بالحركات. تقدر الحركة بوقت مد الإصبع وقبضه، وهي إما حركتان، أو أربع حركات. أو ست حركات، والثالث هو أطول نوع من المد. المد العارض أي الثابت في حالة الوقف فقط نحو (الرحيم، نستعين، هاد، تباب، الصراط، المؤمنون) حال الوقف عليها، وسمى عارضا لعروض سببه وهو السكون. وحكمه حركتين باستثناء المتصل العارض للسكون الذى لا يجوز قصره إلى هذا المقدار. وجواز توسطه أى مده أربع حركات مطلقا، وخمس حركات إذا كان متصلا. وجواز مده ستة.  قال الله جل شأنه في سورة آل عمران عند مواضع المد العارض للسكون “ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)ِ” (آل عمران 182)، “الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (آل عمران 183)، “فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (آل عمران 184).

جاء في  غايه المريد في علم التجويد للمؤلف عطية قابل نصر: المدُّ الفرعيُّ: فهو المدُّ الزائد على المد الأصلي لسبب من الأسباب. أسبابُهُ: أسباب المد الفرعي اثنان: 1- الهمزة. 2- السكون. ويسمى كل منهما سببًا لفظيًّا، لأنه علة لزيادة مقدار المد الفرعي عن المد الطبيعي. أنواعُهُ: أنواع المد الفرعي خمسة: 1- المد المتصل. 2- المد المنفصل. 3- المد البدل وهذه الأنواع الثلاثة سببها الهمز. 4- المد العارض للسكون. 5- المد اللازم، وهذان النوعان سببهما السكون. قال الله عز وجل في سورة آل عمران عند مواضع المد العارض للسكون “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (آل عمران 185)، “لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (آل عمران 186)، “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (آل عمران 187).

وعن التلاوة جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ‌” (الجاثية 6) هل أنّ كلمة “تلك” إشارة إلى آيات القرآن، أم إلى آيات اللّه و العلامات الدالة عليه في الآفاق و الأنفس، و التي مرّت الإشارة إليها في الآيات السابقة؟ كلّ محتمل، إلّا أنّ الظاهر هو أنّ المراد الآيات القرآنية بقرينة التعبير بالتلاوة، غاية ما في الأمر أنّ هذه الآيات القرآنية آيات اللّه سبحانه في كلّ عالم الوجود، و على هذا فيمكن الجمع بين التّفسيرين. و على أية حال، فإنّ (التلاوة) من مادة (تلو) أي الإتيان بالكلام بعد الكلام متعاقبا، و بناء على هذا فإنّ تلاوة آيات القرآن تعني قراءتها بصورة متوالية متعاقبة. و التعبير بالحق إشارة إلى محتوى هذه الآيات، و هو أيضا إشارة إلى كون نبوّة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الوحي الإلهي حقّا. و بعبارة أخرى، فإنّ هذه الآيات بليغة معبرة تضمنت في طياتها الاستدلال على حقانيتها و حقانية من جاءها. و حقّا إذا لم يؤمن هؤلاء بهذه الآيات فبأي شي‌ء سوف يؤمنون؟ و لذلك تعقب الآية: “فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَ آياتِهِ يُؤْمِنُونَ” (الجاثية 6). و على قول الطبرسي في مجمع البيان، فإنّ الحديث إشارة إلى قصص الأقوام الماضين، و أحداثهم التي تبعث على الإعتبار بهم، في حين أنّ الآيات تقال للدلائل التي تميز الحق من الباطل و الصحيح من السقيم، و آيات القرآن المجيد تتحدث عن الإثنين معا.

قال الله تعالى في سورة آل عمران عند مواضع المد العارض للسكون “لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (آل عمران 188)، “وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (آل عمران 189)، “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الألف)” (آل عمران 190).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *