Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

احتفال مسجد الإمام الحسين عليه السلام بمدينة تورنتو الكندية بمناسبة ميلاد الامام الحسن المجتبى عليه السلام والذكرى السنوية لتأسيس المسجد:

ابتدأ الاحتفال بعد صلاة المغرب ومأدبة الإفطار بآيات من الذكر الحكيم وكلمة امام المسجد الشيخ حسن العامري، وكلمة مؤسس المسجد الحاج عطا علي وقصائد شعرية وكلمات قصيرة بالمناسبة، ووزعت الحلويات والمعجنات وقص الشيخ العامري كيكة تأسيس المسجد.

كلمة الشيخ حسن العامري امام المسجد (صفات الامام الحسن المجتبى عليه السلام):

قال الشيخ العامري جاء في الحديث الشريف  إشارة إلى الأمام الحسن عليه السلام ( إن ابني هذا سيد) سيادة الدنيا هي سيادة الخلق بعلمه وكرمه وحسبه ونسبه. وهو في الجنة عليه السلام كذلك سيد (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). هل نحن عندما نحيي مناسبات ولادات ووفيات أئمة أهل البيت فقط للحصول على الثواب بل هنالك معاني اسمى وأكبر؟ الائمة عليهم السلام مشاريع انسانية تحفظ الدين ومشاريع توصلنا الى الله سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث الشريف (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). شهر رمضان هو ربيع القرآن هل علينا هجره؟ “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا” (الفرقان 30) ليس فقط هنا هجرته يعني عدم القراءة وانما عدم العمل بالقرآن. وهذه الأمة تكون خير أمة فقط عندما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ” (ال عمران 119) ولكنها تخلفت عندما فقدت هذه الخاصية. فنحن عندما نقرأ القرآن ونقتفي بأعمال أهل البيت حتى نعمل المعروف ونبتعد عن المنكر وهذا هو التطبيق العملي كما جاء في الحديث (لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه)، و (ليس منا من لم يحاسب نفسه). فالذي يسير حسب شهواته ليس من أتباع أهل البيت “فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي” (ابراهيم 36).

واستطرد الشيخ العامري قائلا عليك بمحاسبة نفسك. السؤال كيف تحاسب نفسك على الميزان؟ والجواب الميزان هو القرآن. وفي القرآن الكريم آيات عديدة يجب على المؤمن التحلي بالصفات التي توصل الى الفلاح أو الفوز منها في سورة المؤمنين “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5)” (المؤمنون 1-5). والمقصود هنالك مؤمن فالح ومؤمن غير فالح. والخاشعون في الصلاة هنا ليست فقط حركات انما شعور قلبي وفكري في الصلاة. واللغو هو الحديث الذي ليس فيه فائدة. كذلك فلاح المؤمن بالزكاة و الامتناع عن الفاحشة. ومن صفات المؤمن الاحسان “أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ” (الزمر 58)، و “الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ” (ال عمران 143). ومصداق هذه الصفات الامام الحسن عليه السلام ومنها الإنفاق في سبيل الله، فكان في كل رأس سنة يوزع ماله الذي عنده.

وفي ختام كلمة الشيخ حسن العامري بين أن الانفاق يعني تفعل الشيء ولا تطلب منه مال سوى رضا الله “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ” (البقرة 207)، و “إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا” (الانسان 9). من الامثلة على الانفاق المسجد الذي منه انطلقت رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالمنفق هو المؤسس ومن يدعم بالمال والعلم والخدمة بدون طلب أجر من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى. قال أمير المؤمنين عليه السلام: قيمة كل امرئ ما يحسن “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ” (الرحمن 60). علينا الاقتداء بالامام الحسن عليه السلام وهو مصداق الآية الكريمة “وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ” (الذاريات 19) ومنها كفالة اليتيم كما جاء في الحديث الشريف ( أنا وكافل اليتيم كهاتين) وأشار إلى السبابة والوسطى. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *