ترجمة: هاشم كاطع لازم
ترجمة: هاشم كاطع لازم – استاذ مساعد – جامعة شط العرب- البصرة
المصدر: موقع Strategical Thinking (2024)
في عالم اليوم الذي يتصف بالسرعة القصوى والتغيير المستمر يصبح لزاما علينا أن نمتلك القدرة على التكيف مع التحديات التي تبرز أمامنا وأن نتعاطى معها بسرعة. أليس من المجدي أن نكون قادرين على التنبؤ بتلك المشكلات وتخفيف أثرها قبل أن تتبلور بدلا من الأنتظار لحين التصدي لها بعد ظهورها؟ أن هذا التحول من التفكير التفاعلي reactive thinking الى التفكير الأستباقي proactive thinking هو حجر الزاوية في تخطي العقبات بفاعلية ومن ثم تحقيق النجاح على المستويين الشخصي والمهني.
يعرّف التفكير التكتيكي tactical thinking بأنه ممارسة تخطيط الأفعال وتنفيذها استراتيجيا بهدف تحقيق أهداف محددة. وبدلا من الأنتظار حتى نشوء المشكلات ومن ثم السعي بشكل حثيث للتوصل الى حلول فأن المفكرين التكتيكيين يهتمون بالتفكير في المستقبل دون أنقطاع والتنبؤ بالعقبات المحتملة ومن ثم اتخاذ خطوات أستباقية للحيلولة دون تفاقم تلك المشكلات.
وتمثل القدرة على أحكام السيطرة وأستباق الأمور أحد أهم فوائد تبني منهج استباقي في العمل، فمن خلال تحديد التحديات المحتملة بشكل مبكريصبح بمقدورنا تطوير خطة ستراتيجية لمواجهة تلك التحديات قبل ان تتعمق لتغدو مشكلات عويصة. ومثل هذا الأمر لايؤدي الى توفير الوقت والموارد فحسب أنما الى تخفيف حدة التوتر والقلق المرتبطين بتسعير نيران التحديات. وتكمن الفائدة الثانية للتفكير التكتيكي بأتاحة الفرصة للأفراد لأقتناص الفرص والأستفادة منها وعدم خسارتها. ويتمكن المفكرون التكتيكيون من خلال الحذر واليقظة الدائمين من تحديد التوجهات التي تبرز بين الحين والآخر وتحولات السوق وغيرها من الفرص القيمة التي تدفعهم نحو أهدافهم. ومثل هذه القدرة على التكيف السريع والأستفادة من الظروف المؤاتية تمثل عاملا حاسما للنجاح في المشهد التنافسي الذي يميز عالمنا الحالي. أضف الى ذلك يؤدي التفكير الأستباقي الى أتخاذ قرارات تتسم بالكفاءة والفاعلية. ومن خلال استخدام المنهج الأستباقي في التعامل مع المشكلات يتمكن الأفراد من تقييم الحلول المحتملة وموازنة خياراتهم وأتخاذ قرارات مستنيرة بناء على الفهم الشامل للموقف. وهذا المستوى من التفكير الستراتيجي لايفضي الى تحسين جودة القرارات فحسب أنما يؤدي الى تعزيز الأنتاجية والأداء بالمعنى الشامل.
عليه كيف يتسنى لك الأنتقال من التفكير التفاعلي الى التفكير الأستباقي في حياتك الخاصة؟في أدناه بعض النصائح المفيدة للشروع في ذلك:
1.توقّع التحديات المحتملة: خصص وقتا مناسبا لتحديد العقبات المتوقعة التي يمكن أن تبرز في حياتك الشخصية أو المهنية، فمن خلال السعي للتبؤ بمثل تلك التحديات تتاح أليك الفرصة لتطوير خطة أستباقية للتعامل معها قبل أن تتفاقم.
2. ضع أهداف ومعالم: أعمل على بلورة أهداف ومعالم واضحة تنسجم مع رؤيتك بعيدة المدى. ومن خلال تجزئة أهدافك الى مهمات صغيرة يمكن التعامل معها يصبح بمقدورك التركيز على تحقيق أهدافك وانجازها بكل ثبات.
3. الأطلاع على مجريات الأمور والتفتح الذهني: لابد من الأطلاع المستمر لمواكبة التطورات في مجال عملك أو بيئتك الأجتماعية أو ميدان أهتمامك، فمن خلال تحديث معلوماتك حول التوجهات والفرص المتاحة تستطيع أن تسبق الآخرين في الأستفادة منها.
4. استمع الى نصائح الآخرين واستفد من التغذية المرتجعة: لاتتردد من تلقي النصح من المرشدين وزملاء العمل أو الأصدقاء فضلا عن الأستفادة من المعلومات المرتجعة، فمثل هذه المعطيات سوف تعينك على أكتساب وجهات نظر قيمة وتعزز فهمك مما يساعدك على اتخاذ قرارات صحيحة.
في الختام، يمثل الأنتقال من التفكير التفاعلي الى التفكير الأستباقي تجربة تحويلية تعزز كثيرا من قدرتك على تخطي التحديات وتحقيق النجاح. ومن خلال تبني توجهات ستراتيجية تتطلع للمستقبل يمكنك أن تتيقن من أنك في وضع يساعدك على النجاح الباهر في عالم اليوم الديناميكي والتنافسي. أذن لماذا تنتظر تراكم المشكلات لتظهرلاحقا في حين يمكنك الحيلولة دون بروزها أستباقيا؟ بادر وتبنى التفكير التكتيكي لترى بأم العين كيفية مواجهة التحديات في مهدها.