آيات قرآنية في کتاب الفتاوى الواضحة للسيد محمد باقر الصدر (ح 2)‎

فاضل حسن شريف

جاء في کتاب الفتاوى الواضحة للسيد محمد باقر الصدر: قدرة العبد: القدرة قال الله سبحان وتعالى “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” (البقرة 384) فمن عجز عن الطاعة كان معذورا وسقط عند التكليف سواء كان التكليف أمرا وإلزاما بشئ وقد عجز عنه كالمريض يعجز عن القيام في الصلاة، أو نهيا وتحريما لشئ وقد عجز عن اجتنابه وتركه كالغريق يعجز عن اجتناب الخطر.

وعن الماء يقول الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره: ينقسم الماء إلى مطلق ومضاف وتختلف أحكام كل منهما عن أحكام الاخر، وسنعرض الفرق والاختلاف في الفقرات الآتية. والمراد بالماء المطلق هذا الماء الذي يفهمه كل الناس من قوله تعالى “وجعلنا من الماء كل شئ حي” (الأنبياء 30) وهو الذي يجري في الأنابيب إلى البيوت والحمامات والفنادق والمعابد الخ ويشربه الانسان والحيوانات، ويحيا به الشجر والنبات، ونغتسل به ونطهر الأجسام والثياب ومنه ماء البحر والمذاب من الثلج والبرد والمياه المعدنية، والتالي فلا يحتاج الماء المطلق إلى تفسير لوضوح معناه والمضاف هو اما ماء مطلق خالطه جسم آخر فأخرجه عن أصل الخلقة وسلب عنه اسم الإطلاق ولم يعد ماء حقيقة كالشاي وماء الورد، وأما ماء اعتصر من جسم كماء البطيخ والليمون.

وعن الجنب يقول السيد محمد باقر الصدر في كتابه:  ويحرم على الجنب إضافة إلى مس كتابة المصحف أمور هي: أولا: قراءة آية السجدة من سور العزائم وهي ألم السجدة آية – 15 – وحم السجدة آية – 27 – والنجم آية – 63 – والعلق آية – 19 وثانيا: التواجد في الحرمين الشريفين: المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنهما محرمان على الجنب ولا يسمح له بالمكث فيهما ولا بمجرد المرور والاجتياز أيضا. ثالثا: التواجد في غير الحرمين من المساجد فإنه حرام على الجنب بكل اشكاله ويستثنى من ذلك حالتان: الأولى: أن يكون للمسجد بابان فيجتاز الجنب المسجد بأن يدخل من باب ويخرج من الباب الآخر مباشرة بدون مكث. الثانية: أن يدخل إلى المسجد لأخذ شيء فيه، كما لو كان له متاع أو كتاب في المسجد فيدخل ويأخذه ويخرج بدون مكث. وبالمقارنة بين المحرمين الثاني والثالث يتضح أن استثناء هاتين الحالتين لا يشمل المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويختص بغيرهما من المساجد والعتبات المقدسة التي في وسطها القبر الشريف للمعصوم يجري عليها حكم المساجد من هذه الناحية دون الأروقة.والتحريم الذي ذكرناه على الجنب بالنسبة إلى المساجد يعم ويشمل مساجد الله بالكامل المعمور منها والمهجور والخراب أينما كان ويكون في شرق الأرض وغربها.

وعن فريضة صلاة الظهر ونافلتها يقول الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره: فريضة صلاة الظهر هي الصلاة اليومية الثانية، وتسمى بالصلاة الوسطى، وقد اكد القرآن الكريم على المحافظة عليها بوجه خاص، فقال الله سبحانه وتعالى: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ” (البقرة 238). وإنما سميت بالصلاة الوسطى لأنها وسط بين صلاتين نهاريتين، فقبلها فريضة الفجر وبعدها فريضة العصر وهي بينهما. 13 – وصلاة الظهر أربع ركعات. وقد تقدم الكلام عن صورة الصلاة التي تتكون من أربع ركعات. وقد تصبح صلاة الظهر ركعتين وذلك بالنسبة إلى المسافر ضمن شروط معينة يأتي شرحها في الأحكام العامة للصلوات اليومية. ويخفت المكلف في قراءة الفاتحة والسورة التي عقيبها في صلاة الظهر عدا البسملة في كل من السورتين فإن الاخفات فيها غير واجب، ويستثنى من وجوب الإخفات صلاة الظهر من يوم الجمعة فإنه لا يجب فيها الإخفات. ويجب الإخفات أيضا في قراءة التسبيحات في الركعتين الثالثة والرابعة من صلاة الظهر في جميع الأيام. ووقت صلاة الظهر يبدأ من منتصف الفترة الواقعة بين طلوع الشمس وغروبها، بمعنى أن المدة الواقعة بين طلوع الشمس وغروبها إذا قسمت إلى قسمين متساويين في الساعات والدقائق كان أول النصف الثاني منها بداية الوقت لصلاة الظهر. وتسمى بداية الوقت هذه بالزوال، أي زوال الشمس عن جهة المشرق إلى جهة المغرب، وهو ما عبر عنه في القرآن الكريم بدلوك الشمس. وهذا الموعد قد يتطابق مع الساعة الثانية عشرة بالتوقيت الزوالي وقد يتقدم أو يتأخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *