راجي-2

راجي سلطان الزهيري

غزة تُقصف وعباس يُخونأي خزي هذا؟

راجي سلطان الزهيري

منذ أكثر من عامين وغزة تعيش تحت وابل لا ينقطع من القصف والدمارآلاف الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال، وآلاف الجرحى والمشردين ومدن بأكملها سُويت بالأرض وبنية تحتية تحولت إلى ركاملا مستشفيات، لا مدارس، لا كهرباء، ولا حتى مياه نظيفة، بينما العدوان الإسرائيلي يستمر دون توقف في ظل صمت عربي قاتل وعجز دولي مريب وتواطؤ علني من بعض الأنظمة.

في كل مرة تُستهدف غزة، ترتفع الأصوات المنهكة ذاتها، شجب واستنكار وبيانات فارغة لا تُسمن ولا تغني من جوع ولا توقف صاروخًا، ولا تحقن دمًاوعلى الجانب الآخر، نجد الاحتلال الإسرائيلي يمعن في إجرامه، مدفوعًا بحصانة دولية ومواقف عربية متخاذلة تُغريه بالمزيد من التمادي.

وربما ما يثير الاشمئزاز أكثر من صمت الأنظمة هو ما صدر عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مؤخرًا، حين وصف حركة حماس – التي تقاتل نيابة عن شعبه – بألفاظ لا تليق إلا بمن باع قضيته وخذل شعبهأن يشتم من يقاتلون دفاعًا عن القدس، عن غزة، عن كرامة الفلسطينيين والعرب، فتلك سقطة أخلاقية وسياسية لا تُغتفر.

سلموا الرهائن يا أولاد الكلب، قالها عباس وكأنه يظن أن الاحتلال سيكافئ الفلسطينيين باسترداد أراضيهم إذا خضعت المقاومةوكأن التاريخ لم يُخبره أن كل شبر حُرر، لم يُنتزع إلا بالقوة والدماء، وليس بالمفاوضات العبثية التي استمرت لعقود دون أن تُحرر حجرًا واحدًا.

من أنت يا محمود عباس لتشتم من حملوا أكفانهم على أكتافهم وواجهوا أعتى آلة عسكرية دفاعًا عن أرضك ودماء أبناء شعبك؟ من أنت لتقف في صف الاحتلال بينما يُسحق أبرياء غزة تحت الأنقاض؟ أليس من العار أن يكون أبناء فلسطين في الخنادق وأنت في القصور، يعانون الموت وأنت تمارس لعبة الدبلوماسية الباردة التي لم تُثمر شيئًا منذ اتفاق أوسلو؟غزة اليوم تقاتل لا عن نفسها فقط، بل عن القدس، عن الكرامة العربية، عن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال، في وقت غاب فيه الصوت العربي الرسمي، وغابت الأفعال، وخابت الآماللكنها رغم ذلك، ما تزال صامدة، تنجب كل يوم مقاومًا جديدًا، وتصنع من ركامها نورًا يهدي أحرار العالم.

التاريخ لا يرحم، وسيكتب أن غزة وقفت وحدها، وأن من خانوها كانوا عربًا مثلها، ولكنهم لم يحملوا في قلوبهم سوى الجبن والخيانةأما الأحرار، فيكفيهم شرف أن يقفوا مع الدم، مع الحق، مع المقاومة، مهما غلت التضحيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *