تذكير للإسلاميين الشيعة: لولا (الأكراد)لِما جلستم في كراسيكم !

سمير عبيد

#تمهيد : كتب ونشر السياسي العراقي المعارض الدكتور ليث شبر مقالا بعنوان ( لولا كردستان لما كان العراق ) والحقيقة استفزني كثيرا بهذا العنوان المُجحف والمُتعجّل. وقررت عدم الرد ولكن بقيت متألماً فقررت الكتابة . خصوصا وأني أعرف الدكتور شبر رجل أكاديمي وسياسي هادىء ويؤمن بالحوار والعقلانية والواقعية. ومن حقه ان يجامل الاخوة الأكراد بطريقة وبأخرى وهذا حقه الشخصي .ولكن ليس بهكذا عنوان استفز حتى الأكراد العقلاء . ونحن ايضا لدينا علاقات متينة مع اخوة أكراد منذ فترة المعارضة ومابعدها ونتواصل معهم، ولدينا فزعات كثيرة لصالح الأكراد ودفاعا عن القضية الكردية بزمن المعارضة ،وكذلك بزمن حقبة الفوضى منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الساعة. ولن نقف متفرجين عندما نرى او نسمع تجاوزاً أو قضماً لحقوق الأكراد لانهم جزء رئيس من العراق ومن المجتمع العراقي ومن الحاضر والمستقبل !

#أولا : كلا لعنوان مقال السيد شبر (لولا كردستان لما كان العراق ) ونعم للعنوان الحقيقي وهو ( لولا الأكراد لما كانت العملية السياسية ) . فالعراق اكبر من كردستان بكثير ويبقى اقليم كردستان جزء مهم من العراق. إما تأتي كردستان وتكون اولا وقبل العراق فهذا غير منطقي وغير ممكن( ولا يمكن ان يدعي الابن انه اكبر واقدم من الأب .. اذن من أين أتى ؟ومن ظهر من؟ ان صح التعبير )بدليل فشل الاستفتاء الذي قام به الساسة الأكراد رغم التجييش الإعلامي والسياسي والدولي حينها . وبالتالي تبقى كردستان جزء مهم وعزيز من العراق !

#ثانيا : نعم .. فلولا الأكراد لِما نجح المعارضون الشيعة من الوصول إلى الحكم . ومن الوصول إلى عواصم القرار العالمي (وخصوصا الأطراف الإسلامية الشيعية) . فكانوا ملتصقين بالأكراد لدرجة التودد و التوسل حتى يُعترف بهم دوليا وهنا نقصد بفترة المعارضة . ولولا كردستان لبقي الشيعة المعارضين مشتتين في المهجر بين سوريا وايران وبريطانيا ودول اخرى . ولكن الأكراد فتحوا اقليم كردستان لهم ولمقرات احزابهم مع توفير الحماية لهم . فلولا الأكراد والمرحوم احمد الجلبي وجماعته لما وصل الاسلاميون الشيعة إلى أمريكا وبريطانيا ولما وثقت بهم هذه الدول وغيرها .ولكن هناك حقيقة فالاسلاميون الشيعة رأس مشروعهم وقلبه هو ( حزب الدعوة ) وحزب الدعوة حزب ميكافيلي ولديه الغاية تبرر الوسيلة. اي نسخة طبق الأصل من ( الاخوان المسلمين ) في مصر وغيرها. فهم اهدافهم الوصول للسلطة والحكم ثم التنكر لجميع حلفاءهم بدليل استلموا الحكم ومباشرة تنكروا لرفاقهم في المعارضة بل تنكروا للجلبي نفسه الذي هو ولي نعمتهم ان صح التعبير ومباشرة اقتنعوا ب ( متلازمة ستوكهولم ) بدلال البعثيين !

#ثالثا : بحيث ومن خلال سلوكهم الميكافيلي هذا اي جماعة حزب الدعوة وأجنحته قبلوا بتسمية الشيعة بإسمهم الطائفي ( اي قبلوا بسلخهم من العروبة ومن الأكثرية في العراق ) ومثلما قلنا لكم ان شعارهم ( الغاية تبرر الوسيلة ) ومن هناك اصبحت تسمية السنة ( العرب السنة ) وبقي الأكراد بتسمينهم القومية ( مع العلم هم مسلمين ) .وقبل الشيعه بتقديم هذه التوليفه لدول العالم وتم اعتمادها . ومن هنا دولت المعارضة العراقية بهكذا تقسيم ثلاثي. ومن هنا بدأت عملية كسر ظهر العراق بمعول الإسلاميين الشيعة !

#رابعا : وعندما سقط نظام صدام حسين بالغزو الاميركي وليس بقوة وادوات المعارضة فكان الأكراد هم ( قطب الرحى ) في تأسيس العملية السياسية الجديدة في العراق. ولولا الاكراد لما ولدت عملية سياسية في العراق . وهنا ايضا هرول الإسلاميين الشيعة ليقبلوا ( بدولة ونصف للأكراد / ان صح التعبير ) ويقبلوا هم والسنة بنصف دولة .بحيث تنازلوا اي الشيعة عن ( الهوية العربية لدولة العراق عندما اعطوا رئاسة العراق للأكراد ووزارة الخارجية للأكراد ) في سبيل ان يصلوا إلى السلطة ويكون رئيس الوزراء شيعي وعنده صلاحيات ( ولو كان الشيعة متمسكين بالرئاسة على سبيل المثال لما وصل العراق إلى ماوصل اليه ولما استطاع رئيس الوزراء الكردي او السني من التفرد بالسلطة او الاستفحال بها ) ولكنهم أنانيون واهدافهم فئوية وحزبية ضيقة ولم يؤمنوا يوما بالعمل للعراق !

#خامسا : وبالتالي فلم تمر ازمة سياسية في العراق وحلها الساسة الشيعة اطلاقاً فدائما يهرولون إلى أربيل لكي يحلها لهم الأكراد (وفي الطريق وهم عائدون من أربيل وقبل ان يصلوا بغداد يعطون ظهورهم للأكراد من الشتائم للكرد ) . ولا توجد حكومة عراقية نجح الشيعة بتأليفها اطلاقاً بل دائما هم مصدر تعطيل تشكيلها وبجميع الحكومات . ولكن المطبخ الكردي هو الذي فيه الحلول وتشكيل جميع الحكومات العراقية. وحتى التنازلات التي كتبها الساسة الشيعة للأكراد تنكروا لها قبل جفاف خبرها. وطبعا فيما بعد صعد الطرف السني ( الذي لم يكن قويا في بدايات العملية السنية ) بحيث قرر السنة وبمراحل كثيرة الذهاب والتقارب مع الأكراد لضمان حقوقهم السياسية لان الساسة الشيعة ( ليس لديهم كلمة عندما يعدون وعندما يوقعون ) وفقط يصلون إلى مبتغاهم فيتنكرون لما قالوه ووعدوا به ولما وقعوا عليه والأمثلة كثيرة جدا !

#سادسا : الساسة الأكراد نضجوا سياسيا واقتصاديا وامنيا واستثماريا واصبح لديهم كم لا بأس به من رجالات الدولة والاختصاصات، ونجحوا بتأسيس لوبيات مهمة في الاتحاد الأوربي وفي بريطانيا وفي الولايات المتحدة وفي المنظمات الدولية العالمية المهمة لا بل اصبح للأكراد وزنا في المنطقة والاقليم والعالم . على عكس الساسة الشيعة لم يفرزوا رجال دولة أبدا وبقيت عقولهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بعقلية المعارضة وبشعار ( ان لم تكن معي فأنتَ عدوي ) وقبلوا بل قدسوا التبعية لإيران .ونتيجة ذلك كرههم ابناء طائفتهم وكرههم الشعب العراقي وكرهتهم دول وشعوب المنطقة ولم ينجحوا بتأسيس لوبي واحد يدافع عنهم وعن الشيعة او يدافع عن العراق والطامة الكبرى لم يستفيدوا من ( اللوبيات الكردية ) لصالح القضايا العراقية والوطنية! ( وهذا ليس تجني مني وليس مجاملة لأحد بل هذا الواقع ) .. فلو خرج الأكراد من العملية السياسية لم يبقى النظام في بغداد شهر واحد !

#الخلاصة : ولكن يبقى الأكراد في رقابهم أثم كبير لأنهم مكنوا الإسلاميين الشيعة من الحكم ومن ادارة الجزء الأكبر من العراق فأسسوا حقبة الفساد والجهل والخرافة واللطم وتدمير التعليم والزراعة والصناعة والصحة والكهرباء وانتشرت البطالة والمخدرات والالحاد والشذوذ في المحافظات الشيعية. فكان ولازال الأكراد جزء من الحل وانقاذ العراق. ولكن مع الأسف لم يفعلوا ولن يفعلوا !

سمير عبيد

٢ حزيران ٢٠٢٥

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *