سبايكر… مجزرة بحجم العراق وصمت بحجم الخيانة!

حامد زويد

في 12 حزيران 2014، لم يُذبح 1700 شاب في تكريت فحسب…بل ذُبح معهم الضمير، وسقطت الدولة، وانكشف الزيف، وتعرّت القيادات التي تخلّت عن أبنائها بدم بارد.

هنا، في سبايكر، سال دم العراقيين لا لأنهم في جبهة، بل لأنهم تُركوا فريسة لذئاب الإرهاب بلا سلاح… ولا حماية… ولا دولة.

 جريمة بلا شرف… وصمت بلا نخوة!

هؤلاء لم يُقتلوا في معركة، بل أُعدموا وهم عُزّل على يد عصابات داعش، بعد تخاذل وانسحاب القوات الأمنية، وتركهم  بلا غطاء ولا أوامر إنقاذ.

أُبيدوا جماعيًا، بلا طيران، بلا إسناد، بلا قرار…

وفي بغداد، القائد العام كان يعلم… لكنه لم يفعل شيئًا،أو بالاحرى كان لا يريد أن يفعل شيئا لغاية في نفس يعقوب.؟!

كان المالكي هو المسؤول الأول عن حماية أرواح هؤلاء الجنود هو من كان يمتلك مفاتيح الدولة، الجيش، المخابرات، الطيران، القرار السياسي… وهو لم يتحرك، ولم يحاسب، ولم يُفتح التحقيق حتى اليوم.

جريمة بحجم سبايكر لا تُنسى، ولا تُغتفر.

لكن الأخطر من المجزرة هو:

*خيانة من تخلّى عنهم، وسكت، وبرر.

*تحويل دمائهم إلى أدوات دعائية وطائفية رخيصة.

*طمس التحقيقات، ودفن الوثائق، وشراء السكوت، ثم استخدام المأساة كورقة انتخابية.

القاتل واضح… لكن الأكثر خسة هو من يعرف الحقيقة ويسكت عنها حتى اليوم.

 من القصور إلى الحملات الانتخابية!

تخيلوا أن تُستخدم جريمة بهذه الوحشية والقذارة والحجم لتخوين وتسقيط مكون كامل من أبناء الوطن برجاله ونساءه واطفاله!

أن يُقال: “كلهم إرهابيون، هم من سلّم، هم من غطى، هم من ذبح!”

نعم لا ننكر ان اغلب المجرمين القتلة منهم ،ولكن هذا لا يعني وسم مكون كامل بالاجرام والإرهاب؟!

وكما يقول المثل الشعبي العراقي:

كل لشة تتعلك من كراعها…..

هذا ما فعلته بعض الأحزاب الطائفية التابعة لمحور إيران، التي تستخدم المجزرة لتأجيج الكراهية، وتسقيط الخصوم، في الإعلام، والسياسة، وحتى القضاء.

لكننا نقولها بصوت عالٍ:

الضحايا في سبايكر شيعة… والضحايا في الموصل والأنبار والفلوجة كانوا سنّة وايزيديين ومسيحيين وتركمان… وعدوهم واحد: داعش.

لن نُسامح ولن نُضلّل

نُدين الجريمة.

نُطالب بالعدالة.

نرفض الطائفية.

نضع إصبعنا على الجرح:

 من خذل أبناءه… خائن، مهما كانت طائفته.

من تستر على الجريمة… شريك في الدم.

من استغلها انتخابيًا… بلا شرف.

 سبايكر… لن تكون صكّ غفران لأحد

ولا بوابة تخوين لآخر

ولا ذكرى تُباع وتُشترى في سوق الطائفيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *