الكاتب : صفاء المتوكل
—————————————
عيد الغدير: بيعة لا تُكسر وراية لا تنكسر”
صفاء المتوكل
في زمن تتساقط فيه الأقنعة وتتهاوى فيه كثير من الأنظمه تحت أقدام التطبيع والانبطاح وفي عالم تتقاذفه الأهواء السياسية وتغرق رياح النفاق يطل علينا عيد الأغر الثامن عشر من ذي الحجة عيد الغدير يوم البيعة التى لاتنكسر وسيف الولاية في وجه الطغاة
هذا اليوم ليس كمجرد مناسبة تاريخية بل كحدث مفصلي في مسار الأمة وخط فاصل بين الحق والباطل والولاية والوصاية والتحرير والتبعية
بل هو يوم الانقلاب الإلهي على كل أصنام الجاهلية هو اليوم الذي رفع فيه محمد عليه الصلاه والسلام وعلى آله يد امير المؤمنين علي فسقطت عروش الباطل وارتعدت قلوب المنافقين
في ذلك اليوم لم تكن الخطبة خطبة عابرة بل كانت بلاغاً من السماء أمرًا من الله وحكمًا لا يُرد” من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه” بهذا الإعلان نصبت راية الولاية وتأسس معسكر الحق في مواجهه معسكر النفاق لم يكن ذلك إعلاناً عاطفيًا ولامجاملة عائلية بل بلاغًا إلهيًا نزل في لحظه حساسة جاء ليؤكد ان الإسلام ليس فوضى ولايترك للهوى بل هو دين الولاية وين القيادة الإلهية
عليٌّ… ليس رجلاً من التاريخ بل عنوان مشروع إلهي
الإمام علي سلام الله عليه ليس مجرد شخصية عظيمة من الماضي بل هو رمز لخط واضح خط لا يعرف التنازل ولا يقبل السكوت على الظلم ولا يهادن الباطل.
كان أول من آمن وأول من صلّى وأول من نام في فراش الموت ليلة الهجرة قاتل يوم بدر وصبر يوم الخندق وكان حِصن الدين يوم خيبر
وفي كل لحظة كان عليٌّ هو صوت النبي وسيف الحق وقلب الإسلام
عيد الغديرليس مناسبة طقسية بل مبدأ يحمي الأمة
يوم الغدير لم يُخلق ليكون يوم احتفال فحسب بل هو صمام أمان للأمة.
هو تأكيد أن القيادة لا تُورّث ولا تُنتزع بالدهاء بل تُختار بأمر الله وتُعلن على رؤوس الأشهاد
ولهذا قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ…)
ثم قال بعدها:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا).
أيُّ إكمال للدين دون إمام؟ وأيُّ أمة تستقيم بلا راية واضحة تُهديها إلى العدل؟!
الولاية اليوم… بين من التزمها ومن خانها
حين نرى رجالًا يقفون في وجه الطغيان العالمي كالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والشهيد السيد حسن نصر الله فإننا نرى امتداد الغدير حيًا نابضًا.
رجالٌ صدقوا بيعتهم وساروا على درب عليٍّ لا يخافون في الله لومة لائم.
كما قال السيد عبد الملك في يوم الغدير:
> “الغدير محطة تُعيد الأمة إلى موقع الولاء الصادق، لا للظالمين، ولا للمستكبرين، بل لخط الله الممتد من عليٍّ إلى كل الأحرار في هذا الزمان.”
وكذلك عندما قال السيد نصر الله:
> “كل من يحمل سيف عليّ، ويقف مع المستضعفين، ويقاوم الاحتلال، هو ابن الغدير، ووليٌّ على درب عليّ.”
عيد الغدير اليوم هو رسالة لكل مسلم ما أحوجنا في هذا العصر إلى أن نعود إلى الغدير لا طقسًا ولا احتفالًا بل وعيًا ومسؤولية.
أن نفهم أن الولاية ليست لحظةبل مسار ليست شعارًا بل موقف ليست عبادة فقط بل عدالة وكرامة وحياة ٠
في زمن تطبع فيه بعض الأنظمة مع العدو الصهيوني ويبيع فيه بعض الحكام القدس بثمن بخس لا بد أن نصرخ بصوت الغدير:
من كان مع علي، لا يمكن أن يكون مع “إسرائيل”.
من كان على بيعة الغدير لا يمكن أن يخون فلسطين.
ومن أحب عليًا لايمكن ان يسكت على الظلم
ومن مدرسة الغدير خرج القادة الذين أرعبوا أمريكا و”إسرائيل”، رجال لا يساومون، ولا يخافون.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، هذا الأسد العلوي، قالها بملء صوته:
> “نُحيي الغدير لنثبت أن الولاية ليست شعارًا، بل سيفًا في وجه المستكبرين. لن نقبل أن يحكمنا أبناء الطلقاء، ولا أن يفرض علينا الطغاة وصايتهم الخبيثة.”
فهل تسمع أمريكا؟ هل ترتجف عروش آل سعود؟
نعم إن من يتولّى عليًّا لا يُذلّ ولا يُستعبد ولا يُخضع بل يُقاتل ويكسر هيبة الجبابرة.
أما الشهيد سيد المقاومة حسن نصر الله قاهر الصهاينة، وسيف لبنان البتّار، فقد قال:
> “الغدير في وجداننا ليس مناسبة، بل عهد دم. عليٌّ هو إمامنا، ورايته هي راية المقاومة. من بيعة الغدير إلى كربلاء، إلى جنوب لبنان، إلى غزة، إلى اليمن، نحن قوم لا يُهزمون.”
كلماته ليست مجازًا بل واقع رأته “إسرائيل” في بنت جبيل وسمعته أمريكا من جبال مران وذاقته أدواتهم من مأرب إلى غزة فعيدالغدير صاعقة على رؤوس المطبعين
أيّ غدير لا يُغضب “إسرائيل” ليس غديرًا!
أيّ احتفال لا يحمل البراءة من الصهاينة هو خيانة للغدير وخيانة لدماء عليٍّ، والحسن، والحسين، وكل شهيد على درب الولاية.
الغدير هو أن تصرخ في وجه التطبيع.
“الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
الغدير هو أن ترفض الذلّ وتكفر بكل طغيان وتُبايع عليًّا من جديد بدمك وسلاحك وكلمتك
في عيد الغدير… نبايع ونقاتل وننتصر
في عيد الغدير لا نوزع الحلوى فقط بل نُشهر سيوفنا ونُجدد عهد الجهاد ونكتب بالدم:
> “نحن معك يا علي، في كل معركة، في كل زمن، ضد كل نفاق.
فلتسمعها واشنطن ولتقرأها تل أبيب وليرتعد آل سعود وآل نهيان
إننا أبناء الغدير ورجال الولاية ولا ولاية عندنا لغير علي ولا قيادة إلا لمن سار على درب علي ولا سلام مع من يعادي علي.
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة