اسم الكاتب : رياض سعد
الدونية والبعثية والمرتزقة وشراذم التكفير والطائفية عندما يمجدون بالطاغية الخسيس النافق صدام , او يترحمون على زبانيته المجرمين واتباعه الجلادين , او يسلطون الاضواء على المناسبات السياسية والاحداث الدموية للنظام البائد … , ويملؤوا وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام العام ؛ بل ودوائر الحكومة ومرافق الدولة العامة بهذا العواء والنهيق القبيح ؛ يعلمون علم اليقين ان تصرفاتهم هذه , تجعلهم عرضة للاتهامات , و لازدراء احرار وشرفاء الاغلبية والامة العراقية , وللمسالة القانونية ؛ الا انهم في الوقت نفسه يدركون جيدا ؛ عدم مطاردة الاجهزة الامنية لهم , او رفع دعاوى قضائية ضدهم , او حرمانهم من امتيازاتهم او التضييق عليهم , بل على العكس من ذلك ؛ اذ تقدم لهم التنازلات تلو التنازلات بين فترة واخرى ؛ و بأوامر خارجية وضغوط داخلية , و رعاية امريكية وبريطانية واقليمية وعربية , ولاعتقادهم بأن أحدا لن يعرف ما يخططون له او يقومون به … ؛ مما جعلهم يتمادون في غيهم وظلالهم واجرامهم وتخريبهم وافسادهم.
وبين الفينة والاخرى ؛ تقوم مفاقس البعث النتنة باختراق دوائر الحكومة ومرافق الدولة العامة من خلال قيام بعض الامعات والنكرات والمأجورين بالفعاليات المنكوسة والمستهجنة والتي تهدف الى تبييض الصفحات السوداء والدموية للسفاح صدام ونظامه القمعي الدموي , فضلا عن سيطرة العناصر البعثية والمشبوهة والتكفيرية والطائفية على الاعلام و وسائله المختلفة والتي تروج للقبح والتفاهة والاجرام والعنصرية والطائفية والدكتاتورية والارهاب ؛ ومن اخر هذه المهازل اللااخلاقية والمسرحيات البعثية المكشوفة ؛ ما قامت به الطالبة عبير طارق علوان – والتي تنتمي للطائفة السنية الكريمة وتنتسب لعشيرة العكيدات كما ادعى بعض الناشطين و ترجع اصول بعض ابناءها الى الشام وانخرط البعض منهم في عمليات الارهاب والتخريب – اثناء حفل التخرج في كلية الرافدين الاهلية , فقد وضعت صورة العميل العار صدام على قبعة التخرج أثناء مراسم التقاط الصور داخل الحرم الجامعي , وعلى مرأى من الطلبة والكادر التعليمي و وسائل الاعلام ورجال الامن ؛ وباستهتار قل نظيره .
ولم تكن هذه الجريمة الاولى من نوعها في الحرم الجامعي ؛ فقد فصلت جامعة الأنبار و بشكل نهائي 3 طلاب من كلية الزراعة في ديسمبر/كانون الأول 2018، وعاقبت آخرين بفصلهم لعام دراسي واحد، على خلفية رفع صورة المجرم صدام داخل الحرم الجامعي ، خلال حفل بمناسبة ذكرى تأسيس الجامعة … ؛ والكثير من الجامعات ولاسيما الاهلية منها تثار حولها العديد من الشبهات التي تتعلق بالفساد والارتباط بالشخصيات الارهابية والطائفية والبعثية … .
وبعد الضجة الاعلامية وردود الفعل النخبوية و الشعبية الغاضبة ؛ قررت كلية الرافدين الجامعة في العاصمة بغداد، فصل الطالبة الصدامية عبير طارق علوان من الكلية لوضعها صورة الطاغية المقبور على قبعة التخرج … ؛ وأفاد مراسل “الحرة” بأن كلية الرافدين الجامعة في بغداد قالت في بيان إنها قررت “ترقين (شطب) قيد الطالبة في قسم تقنيات المختبرات الطبية/ المرحلة الرابعة وذلك لمخالفتها تعليمات وضوابط الحرم الجامعي”… ؛ وأضاف البيان أن الطالبة “تجاوزت الضوابط والتعليمات بقيامها بوضع صورة الطاغية على قبعة التخرج أثناء مراسيم التقاط صور التخرج بتاريخ 6 مارس/ اذار 2024 داخل الحرم الجامعي”… ؛ الا ان البعض شكك في جدية هذا الاجراء , وقال : ان قرار الفصل لا يتفق مع قرار ترقين القيد ؛ فالمادة 5 تعني الفصل المؤقت … الخ .
جدير بالذكر أن مجلس النواب العراقي أقر مشروع قانون “حظر حزب البعث والكيانات المنحلة والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية”… ؛ والطالبة عبير طارق قد ارتكبت عملا محظورا ومخالفا للقانون رقم 32 لسنة 2016، والذي يحظر حزب البعث المنحل ويمنعه من العودة للنشاط السياسي تحت أي مسمى … ؛ ويعاقب القانون الذي أقره البرلمان العراقي بالسجن لمدد مختلفة تصل إلى 15 عاما كل من ينتمي لحزب البعث أو يمجده أو يروج له… .
والطامة الكبرى والذي كشفها بعض الناشطين , ان الطالبة الصدامية عبير طارق علوان مشمولة برعاية مؤسسة الشهداء ؛ وقد قبلت في الكلية لكونها بنت شهيد وحصلت على كافة امتيازات عوائل ذوي الشهداء , والادهى والامر ان البعض ادعى بأن اباه قتل بعد سقوط النظام البائد ؛ لكونه احد العناصر الاجرامية لحزب البعث , وحالات تسجيل قتلى البعثيين والصداميين وصرعى الارهابيين في مؤسسة الشهداء ؛ اشهر من نار على علم … .
لأول مرة اشاهد مؤسسة من مؤسسات المرحلة الانتقالية تجمع بين القاتل والمقتول والضحية والجلاد على حد سواء , حتى الله جل جلاله لا يفعل ذلك يوم الحساب والقيامة …!!
وتناهى الى سمعي ان البعثية قدموا عروض مغرية للطالبة الصدامية بعد اداءها للدور بإتقان وفصلها من الكلية , اذ قرروا ارسالها لإكمال دراستها في دبي وعلى نفقة حزب البعث وتهيئة عمل لها , و بما ان للبعث يد طولى داخل الجامعات العراقية وكذلك له نفوذ في الجامعات العربية , والطالبة عبير بنت احد صرعى البعث المجرمين والذي جعلوه احد المستفيدين من مؤسسة الشهداء – بينما يعاني الكثير من ذوي الشهداء الاصلاء من تعطيل معاملاتهم في السنوات الماضية – ؛ فلا تستغرب عزيزي القارئ من رجوع الرفيقة عبير طارق بعد عام او عامين كناشطة في منظمات حقوق الانسان او سياسية في احد الاحزاب او مقدمة برامج لامعة , وهنالك مئات الامثلة المشابهة لحالة الصدامية عبير طارق , وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان الدولة العميقة في العراق هي دولة بعثية طائفية تكفيرية وبامتياز …!!
وكالعادة اثار هذا القرار الشجاع , ردود فعل معارضة صدرت من ايتام النظام البائد وشذاذ البعثية والطائفية والدونية , وزمر المجاميع المشبوهة والمرتبطة بالأجنبي والغريب , وأثار القرار القانوني جدلا واسعا بين الفئة الهجينة والمرتزقة والدونية وابناء الاغلبية والامة العراقية على وسائل التواصل… ؛ وذرف الدونية والبعثية دموع التماسيح على الطالبة التي فقدت شهادة تخرجها , و بقدرة قادر تحول البعثية القتلة والذباحة السفلة الى دعاة حقوق الانسان واصوات تطالب بالرحمة على حساب القانون …!!
وبما ان البعثية وشراذم الطائفية كالجيفة النافقة مرتبط بعضها ببعض , قامت مجموعة من طالبات محافظة الانبار برفع صور المشنوق جرذ الحفرة ؛ تضامنا مع الطالبة عبير طارق الا انهن اخفن وجوههن مخافة تطبيق القانون بحقهن … ؛ والمتابع لهذه الاحداث يخلص الى نتيجة مفادها : ان التساهل في تطبيق قوانين الاجتثاث , والتراخي في تقديم مجرمي البعث والارهاب للقضاء والعدالة , ادى الى تغلغل هؤلاء العملاء في دوائر الدولة وبين الاوساط الشعبية ومشاركتهم في التظاهرات الجماهيرية والتواجد في الجامعات بشتى العناوين , و السيطرة على وسائل الاعلام لغسل ادمغة الشباب وتبييض صفحة البعث السوداء والضحك على ذقون العراقيين كما فعلوها عام 1968 , وقد كشفت بعض المصادر في البرلمان العراقي عن وجود عشرات الالاف من البعثيين في المناصب الحكومية , وهذا الامر ينذر بالمخاطر المحدقة بالأغلبية والامة العراقية والعملية السياسية والديمقراطية , وان لم تتحرك الاغلبية واحرار الامة للإطاحة بهذا المخطط البعثي الخطير والذي رأى النور بفضل الطغمة الفاسدة ودونية الاغلبية والجبناء الذين رضخوا للضغوط الارهابية والاملاءات الامريكية والخارجية ؛ فأن مصيرها الفناء والعودة الى مربع الذل والاقصاء والتهميش والافقار والتجويع والقتل والتعذيب .
ومن المعروف ان لكل تشريع قانوني غاية , ولكل قانون هدف يسعى لتحقيقه على ارض الواقع , ويلزم المواطنين بتطبيقه , و كل القوانين التي شرعها المشرع العراقي والتي تخص اجتثاث البعث ؛ والتي على ضوئها انبثقت هيئة المسالة والعدالة , انما تهدف الى منع الترويج للبعث ورموزه في وسائل الاعلام العامة او اعادة تنظيمه , وكذلك للحيلولة دون وصول أعضاء البعث السابقين إلى مؤسسات الدولة وقياداتها… ؛ وعليه ما فائدة تلك القوانين ان كانت عناصر البعث تسرح وتمرح في دوائر الدولة , بل وتحصل على كافة الامتيازات , وتمارس انشطتها المشبوهة وترفع شعاراتها المنكوسة بكل حرية في وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات …؟!
وبما ان التعليم هو السبيل إلى التنمية الذاتية وهو طريق المستقبل للمجتمعات … , وهو حجر الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات المستنيرة والمتسامِحة والمحرك الرئيسي للتنمية المستدامة … ؛ فيجب على وزير التعليم العالي والبحث العلمي حماية هذه المؤسسات الحيوية من اخطار الافكار السوداوية والارهابية والرؤى البعثية الدموية والعنصرية والطائفية , والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بالإخلال بالأمن المجتمعي والسلم الاهلي او التبشير للدعوات البعثية الدموية والطائفية الارهابية والعودة الى زمن الدكتاتورية والاستبداد البعثي والقمع الصدامي وتجميل سنوات الجمر والنار التي اتسمت بتعنيف البلاد وتحويل العراق الى معتقل كبير وثكنة عسكرية … ؛ وتفعيل مادة ( جرائم البعث ) في جميع الجامعات , وضرورة التأكيد على ان صدام والبعث وجهان لعملة واحدة , كما ان شخصية هتلر تعني النازية والنازية مصداقها الخارجي البارز هتلر وقادته , كذلك صدام وزمرته , وتطهير الجامعات الحكومية والاهلية من كافة العناصر البعثية والتكفيرية والمتهمة بالإرهاب والفساد , والتنسيق مع مؤسسة الشهداء ومؤسسة السجناء وجميع منظمات المجتمع المدني والتي تهتم بتسليط الاضواء على جرائم ومجازر النظام البائد , لإقامة الانشطة والفعاليات والقاء المحاضرات التي تعري النظام الدموي البائد وتبين جرائمه البشعة ومجازره الرهيبة بحق الاغلبية والامة العراقية والعراق , و التي توضح للطلبة خطورة هذه الافكار والرؤى والعقائد البعثية والتكفيرية التي تستهدف امن وسلامة الوطن والمواطن .