اسم الكاتب : هايدة العامري
ترددت كثيرا عن الكتابة عن موضوع وفاة الدكتور أحمد الجلبي لان الموضوع تناوله الكثير من الزملاء الكتاب والاعلاميين ولاني موقفي من الدكتور أحمد الجلبي كان واضحا جدا لغاية اخر لحظة في حياته ولكني هنا لن أقول أني أمتلك معلومات ولكن ماسأكتبه هو تحليل منطقي وقريب الى الواقع والى ماقد يكون حصل فعلا
لقد جمعني مع الدكتور أحمد الجلبي موقف ومعركة وهي معركة أسقاط نوري المالكي وحرمانه من الولاية الثالثة وقد ألتقيت الجلبي مرتين بالصدفة وكان اللقاء في الطائرة المتوجهة الى بيروت وهو دعاني كي ألتقي به مكتبه في بيروت أو بغداد ولكني لم أنسى مافعله الجلبي وأمثاله بشعب العراق فهو ومن معه أتى بالمحتل لكي يسقط نظام صدام ويعرف الجميع الكوارث التي حلت بالعراق وشعبه من وراء الاحتلال الاميركي ومرة أرسل لي الجلبي رسالة شفهية نقلها لي شخص تربطني به علاقة زمالة وصداقة قوية وكانت تأييدا ومباركة من الدكتور أحمد الجلبي لما كتبته في حلقات متعددة حول مزاد العملة والبنك المركزي والى هنا أنتهى الموضوع وفي شهر أب الماضي وصلتني معلومات مؤكدة أن الدكتور احمد الجلبي قد بدأ يبتز أصحاب المصارف الخاصة بعد أستكمال ملفاتهم وفعلا دفع له عدد من أصحاب المصارف مبالغ مالية كي يغض النظر عنهم ولايشير الى أسمائهم وهناك البعض رفض دفع مبالغ بالملايين لانه يعتبر نفسه مسنودا من أحزاب ورجالات السلطة وحينها بدأ الجلبي بالهجوم عليهم وأذا يتذكر القاريء الكريم أن الجلبي حدد قائمة مصارف معينة لكي يهاجمها ويشهر بها والحقيقة التي يجب أن تقال هنا أن جميع المصارف وبدون أستثناء كانت تقدم فواتير مزورة والكل يجب أن تتم محاسبتهم وتغريمهم وفعلا غرمت المصارف من قبل البنك المركزي والقضاء العراقي وهنا لاتنتهي القصة ففي أتصال هاتفي جرى بيني وبين النائبة النزيهة والمحترمة ماجدة التميمي والتي أقر أمام الجميع أنها تمتلك نزاهة لايمتلكها أحد وتعرضت للتهديدات من كل الجهات وفي الاتصال الهاتفي سالت النائبة التميمي عن ملفات المصرف العراقي للتجارة والذي تديره حمدية الجاف ولماذا لاتتصدى اللجنة المالية لما يجري في المصرف فكانت الاجابة أن الدكتور الجلبي يقول أنه لايستطيع التعرض لحمدية الجاف لان وراءها الف جني والحقيقة هي أن الجلبي هو الجني الرئيسي الذي يحمي حمدية الجاف بعد أن رتبت أمرها معه وللتاريخ والامانة ذكرت هذه الواقعة
بعدها بشهر أو أسابيع معدودة أتصل بي أبراهيم الصميدعي وقال لي أن الدكتور الجلبي طلب منه الاتصال بي والانضمام لمشروعه السياسي الذي يريد تغيير الحكومة والذي سينتج عنه تولي احمد الجلبي رئاسة الوزراء أو على الاقل تولي الملف الاقتصادي وهنا ثارت ثائرتي وابلغت الصميدعي أن الجلبي يبيع العراق ويبيع كل شيء من اجل المال والنفوذ وأني سأهاجم الجلبي أينما كنت وفي مقالاتي وفعلا كتبت مقالا تحت عنوان (هذا الشخص يريد أن يصبح رئيسا للوزراء ) وهاجمت الجلبي وفضحته وثارت ثائرة أحمد الجلبي وأعوانه وكان الهجوم عنيفا وقذرا جدا ووصل لحد التشكيك بالشرف والعرض والتهديد بمختلف أنواعه وهنا وقفت قناة البغدادية موقفا وظهر الاستاذ أنور الحمداني يحذر الجلبي من أيذاء هايدة وقال له بالحرف الواحد أن من يهاجم هايدة العامري يهاجم البغدادية وبدلا من أن يسكت الجلبي وأعوانه قاموا بالهجوم القذر جدا على البغدادية والدكتور عون الخشلوك وانور الحمداني والدكتور عبد الحميد الصايح وعماد العبادي ولم تستثني الهجمات الاعلامية المبني على الكذب والتلفيق والطعن بأعراض الناس وبدأت حرب أعلامية بين البغدادية التي كانت تتكلم بحقائق وادلة ووثائق وبين بطانة الجلبي الاعلامية التي كانت تشتم وتستعمل وثائق مزورة وأكاذيب واضحة للداني والقاصي وهنا كان بيت القصيد فالبغدادية فتحت ملفات ماكان ينبغي لها أن تفتح ومنها ملف تهريب الاثار وبيع التوراة وملف تزوير العملة وكانت على وشك فتح ملف مبلغ المليار ومائتي مليون دولار التي تم تهريبها الى لبنان ومعها مئتي كيلو ذهب وتم أخفائها في منطقة البقاع اللبنانية وقبل يوم من وفاة الجلبي كنت أتكلم هاتفيا مع حمد شريدة وهو الشخص الذي يعرف كل شيء عن الجلبي وهو أقرب المقربين للجلبي وترك الجلبي لكونه فاسدا وحمد شريدة أنسان يحب العراق وجد نفسه مخدوعا من الجلبي فتركه خوفا على حياته وهذا الشخص أشار اليه الصديق أنتفاض قنبر في شهادته التي عرضتها قناة البغدادية وهنايجب أن نتوقف ونفكر بهدوء وبمنطقية
الملفات التي تم كشفها عن الجلبي أغلبها ملفات تمس جهات دولية وتمس دول وتمس منظمات سياسية فهي تمس أسرائيل وتمس الولايات المتحدة وتمس المافيات الدولية وتمس مافيات غسيل الاموال في العراق والتي كانت تقوم بتحويلات معروفة لحزب الله ولايران وكذلك فان موضوع المليار ومائتي مليون دولار ومئتي كيلو ذهب ويخفيها حزب الله ومنظمة أمل التي يرئسها نبيه بري هو موضوع حساس جدا جدا وكل هذه الملفات تستحق تصفية الجلبي وبهدوء لكي يتم غلق الموضوع والى الابد
في علم المخابرات فأن أشهر الدول التي تصنع السموم القاتلة والتي لاتترك أثر هي روسيا وأسرائيل وأيران التي نقلت هذا العلم من الروس ويتذكر الجميع اغتيال المعارض البلغاري في لندن عام 1978 عندما وخزته مظلة واقية من المطر ومات على أثرها ومحاولة أغتيال خالد مشعل في عمان وكيف قامت أسرائيل بتزويد السلطات الاردنية بالترياق المضاد مقابل أطلاق عناصر وعملاء الموساد وكيف تم أغتيال ياسر عرفات وغيرها من قصص الاغتيالات المشهورة بالسم
أعيد وأكرر هنا أني لاأمتلك معلومات مؤكدة وأن ماكتبته هو أستنتاجات منطقية وتحليلات مبنية على أسس واضحة للشخص الغشيم فكيف للشخص المحترف والمختص ولن أقول شيئا أكثر من هذا وحمى الله العراق والعراقيين