اسم الكاتب : علي هادي العكيلي
كثيرا هو الاختلاف؛ واللغط الذي يحصل في تفاصيل شخصية وحياة اي شخصية قيادية مؤثرة في العالم ؛ فتصنف تلك الشخصية ؛ وفق معطيات ليست كاملة الوصف ؛ فمنها ما يعرفه عامة الناس ؛ ومنها ما يخفي عن العامة ؛ عندها تحكم تلك الشعوب بوطنيه بعضها ؛ ويصيب نصيب العمالة بعضا منها ؛ اما ما خفي فكما يقولون كان اعظم .
اختلف العراقيون والعرب عامة في تصنيف شخصية الدكتور احمد عبد الهادي الجلبي ؛ ابن رجل الاعمال العراقي الكبير عبد الهادي الجلبي ؛لكن الجميع اتفق انه قائد حملة اقناع الامريكان والعالم بضرورة تغيير نظام الحكم في العراق دون منازع .
حاربه الجميع ؛ لأنه احب شعبه ؛ فحارب العالم من اجل هدفه الكبير ؛ شعبه فقط؛ لا غير ؛ دخل في صراع مع الحكام العرب ؛ ورفضوا استقباله اكثر من مرة ؛ خشية ان يتحول الى ظاهرة تطيح بعروشهم الخاوية فسخروا وجندوا شياطين الاعلام لإظهاره بلباس لم يلبسه يوما ما .
حاربه الصهاينة في اميركا لأنه نجح نجاحاً باهراً في الوصول الى مصادر صنع القرار في الولايات المتحدة والتأثير بقراراتها وهو امر لطالما احتكره اللوبي الصهيوني في الوول سترييت واعتبروه سر تفوقهم على العرب فخافوا ان يصله العرب بعد ان وصل اليه وبسهولة بعد ان دخل الى العمق الامريكي بسياسة لم ولن يعتاد عليها ابناء العم سام؛ وهو يعد اول عربي تلج افكاره في داخل الكونغرس الأمريكي . .
حاربه الامريكيون واتهموه بتوريطهم بمستنقع العراق و بالتجسس لصالح اعدائهم في ايران فوضعوا خطاً احمراً على تسنمه رئاسة الوزراء وحاربه الايرانيون في اكثر من مرة ظنا منهم انه امريكي الولاء …بل والمذهب ..
حاربه العلمانيون واتهموه بخيانة المبادئ الليبرالية
وراحوا يصفوه بآية الله الجلبي تارة ؛ وتارة دام ظله …
حاربه البعثيون لأنه اجتث حزبهم اللعين؛ ومازالوا يحاربون كل سائر على نهجه ؛ حتى وصفوه في اجتماعاتهم السرية انه عدوهم الاول في العراق او عميل ايران الذي يحاول الثأر منهم .
وحاربه اخوته في سوح الوغى ؛ في جبال كردستان ؛ وفي مؤتمرات المعارضة ؛ وفي شقلاوة حيث مجزرة اعضاء الموتمر الوطني التابع له عام 1996 …وفي اربيل ؛ وفي سوريا واوربا ………………..
لانهم اعتبروه ضداً نوعياً (يهدد) مشاريعهم السلطوية
حاربه الفاسدون لنزاهته؛ والجاهلون لعلمه ؛ الفاشلون لنجاحه الكبير ؛ في كل مجالاته التي دخلها ؛ حاربه وشنوا عليه الحرب ؛ النكرات وابناء المجهول لا لشي لانه من ابناء الذوات .
وقف شامخاً وصلبا ً بوجه كل من حاربه ورد سهامهم الى نحورهم وخرج من جميع معاركه منتصرا غانما .
في اخر سني حياته ؛ بدا يدفن حزنه في قلبه ؛ لأنه يرى حلمه؛ هدفه؛ قد بدا يغادر التحقيق؛ والتلاشي ؛ في بناء دولة ديمقراطية يعيش فيها ابناء شعبه بسلام ومساواة وعدالة ؛ بعد ان لم يمنحه الفاسدون ومحطموا مشروعه الكبير فرصة لأنه سيعريهم امام العالم ويكشف سرقاتهم الكبيرة ؛ فكمنوا له في غيلة وغدر ؛ واخذوا منه ما ارادوا في ظلام الليل وبدهاء كبارهم وكهنتهم ومجرميهم . منحه الله هبه كبيرة رغما عنهم وعن حقدهم فدفن الى جوار اماميه الجوادين الذي غادرهما صغيرا فعاد اليهما كبيرا انه الراحل الكبير ابا هاشم…احمد الجلبي .