الكاتب : فاضل حسن شريف
الذين يجابهون عدوا غاشما ويتحملون أذاه كما هو حال المقاومة العراقية أمام قوة عالمية ضخمة جدا وكما كان في أوائل الدعوة الاسلامية بمكة أمام أبو سفيان وأبو جهل وجل قريش، ولكنّهم لا يصبرون تحت ضغط ما يلاقوه من أعداء الإِسلام في الماضي وكما هو حاصل اليوم أمام القوى العظمى، فيعلنون براءتهم من الإِسلام وولائهم للكفر في بداية الدعوة الإسلامية وكما هو حاصل الآن المقاومة العراقية أمام الكفر، على أنّ ما يعلنوه لا يتعدى حركة اللسان، وأمّا قلوبهم فتبقى ممتلئة بالإِيمان كما هم أفراد المقاومة العراقية. فهذا النوع يكون مشمولا بالعفو الإِلهي بلا ريب، بل لم يصدر منهم ذنب، لأنّهم قد مارسوا التقية التي أحلها الإِسلام لحفظ النفس وحفظ الطاقات للإِستفادة منها في طريق خدمة دين اللّه عزَّ وجلّ. وهذا هو المطلوب من المقاومة العراقية أن تحفظ النفس والبنى التحتية العراقية. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “إلا من اُكره وقلبه مطمئنّ بالإِيمان” (النحل 106) الاطمئنان السكون والاستقرار، والشرح البسط، قال في المفردات: أصل الشرح بسط اللحم ونحوه، يقال: شرحت اللحم وشرحته، ومنه شرح الصدر أي بسطه بنور إلهي وسكينة من جهة الله وروح منه، قال تعالى: “رب اشرح لي صدري” “أ لم نشرح لك صدرك” “أ فمن شرح الله صدره” وشرح المشكل من الكلام بسطه وإظهار ما يخفى من معانيه. انتهى. وقوله: “مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ” شرط جوابه قوله: “فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ” وعطف عليه قوله:”ولهم عذاب عظيم” وضمير الجمع في الجزاء عائد إلى اسم الشرط “من” لكونه بحسب المعنى كليا ذا أفراد. وقوله: “إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ” استثناء من عموم الشرط والمراد بالإكراه الإجبار على كلمة الكفر والتظاهر به فإن القلب لا يقبل الإكراه والمراد أستثني من أكره على الكفر بعد الإيمان فكفر في الظاهر وقلبه مطمئن بالإيمان. وقوله: “وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا” أي بسط صدره للكفر فقبله قبول رضى ووعاه، والجملة استدراك من الاستثناء فيعود إلى معنى المستثنى منه فإن المعنى ما أريد بقولي: “مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ” من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن أريد به من شرح بالكفر صدرا، وفي مجموع الاستثناء والاستدراك بيان كامل للشرط، وهذه هي النكتة لاعتراض الاستثناء بين الشرط والجزاء وعدم تأخيره إلى أن تتم الشرطية. وقيل: قوله: “من كفر” بدل من “الذين لا يؤمنون بآيات الله” في الآية السابقة، وقوله:”وأولئك هم الكاذبون” جملة معترضة، وقوله: “إلا من أكره” استثناء من ذلك وقوله: “ولكن من شرح” مبتدأ خبره أوالقائم مقام خبره قوله: “فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ”. والمعنى على هذا إنما يفتري الكذب الذين كفروا من بعد إيمانهم إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان وعند ذلك تم الكلام ثم بدأ فقال: ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله. والذوق السليم يكفي مئونة هذا الوجه على ما به من السخافة.
التقية هي الإكراه على الباطل ولكن القلب مع الحق “من كفر بالله من بعد إيمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان” جاء في صفحة نشوان الصريفي عن التقية: إن التقية رخصة شرعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و آله تعمل في موارد الخوف والخطر والضرر. وقد جرت سيرة الانبياء والاولياء والمؤمنين على العمل بها وقد استدل لجوازها بالادلة الاربعة. القرآن، السنة، الإجماع والعقل ولكننا سنكتفي بدليل القرآن: 1 قال تعالى: “وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه” (غافر 28). 2 وقال تعالى: “من كفر بالله من بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب الله ولهم عذاب عظيم” (النحل 106). 3 “لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلاّ ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير” (آل عمران 28). 4 “فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا” (الكهف 19) 5 “وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ” (الانعام 119) وهناك ايات اكثر.
جاء في معاني القرآن الكريم: كره قيل: الكره والكره واحد، نحو: الضعف والضعف، وقيل: الكره: المشقة التي تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بإكراه، والكره: ما يناله من ذاته وهو يعافه. جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “الا من اُكره وقلبه مطمئنّ بالإِيمان” (النحل 106) “من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره” على التلفظ بالكفر فتلفظ به “وقلبه مطمئن بالإيمان” ومن مبتدأ أو شرطية والخبر أو الجواب لهم وعيد شديد دل على هذا “ولكن من شرح بالكفر صدرا” له أي فتحه ووسعه بمعنى طابت به نفسه “فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم”.
ف عن صحيفة القدس العربي العراق: إجراءات سياسية وعسكرية تحسبا لمواجهة أي تهديد عسكري بتأريخ 19 نوفمبر: حذر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء الثلاثاء، من أن الرسالة التي وجهتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي تمثل (ذريعة وحجة) للاعتداء على بلاده. أنها دعت المجلس عبر رسالة إلى اتخاذ إجراءات فورية بشأن الجماعات التي تهاجمها من العراق، متوعدة بما اعتبرته (حق الدفاع عن النفس). وقال السوداني في بيان، عقب اجتماع لمجلس الوزراء، إن (الرسالة التي أرسلها الكيان الى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقا لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة). وشدد على أن (العراق يرفض هذه التهديدات، وقرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق). ولفت إلى (رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني). ووجَّه السوداني، وفق البيان، بعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني لـ(متابعة التطوّرات وتأكيد الموقف العراقي). وفي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت الحكومة العراقية تقديم مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت إدانة (الانتهاك الصارخ) باستخدام المجال الجوي العراقي يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وأوضح بيان لمتحدث الحكومة العراقية باسم العوادي حينها أن المذكرة تضمنت (إدانة الانتهاك الصارخ الذي ارتكبه الكيان بخرق طائراته المعتدية أجواء العراق وسيادته، واستخدام المجال الجوي العراقي يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول). وأضاف المتحدث أن الحكومة العراقية (تؤكد التزامها الثابت بسيادة العراق واستقلاله وحرمة أراضيه، وأنها تعمل لمواجهة هذه الانتهاكات) مشددا على (عدم السماح باستخدام الأجواء أو الأراضي العراقية للاعتداء على دول أخرى، خصوصا دول الجوار). وأكد البيان أن هذا الموقف (يعكس حرص العراق على اتباع سياسة الحفاظ على استقرار المنطقة، من خلال منع أي استغلال لأراضيه في صراعات إقليمية، ودعمه حل النزاعات عبر الحوار والتفاهم المتبادل). كما وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وزارة الخارجية بالتواصل مع الجانب الأمريكي بشأن هذا الخرق، طبقا لبنود اتفاق الإطار الإستراتيجي الثنائي، والتزام الولايات المتحدة تجاه أمن وسيادة العراق، وفق بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.