ديسمبر 12, 2024

الكاتب : اسامة القاضي

قال قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، في كلمة له اليوم الاربعاء، لدى استقباله حشدا من مختلف اطياف المجتمع الايراني في حسينية الامام الخميني (رض) بطهران:” يجب عدم الشك في أن ما حدث في سوريا، هو نتيجة خطة أمريكية وصهيونية مشتركة. نعم، هناك دور واضح لإحدى الدول الجارة لسورية، لعبته وتلعبه الآن أيضا”.

عدم الاشارة الى اسم الدولة الجارة التي كان لها دور فيما حدث في سوريا ، ولا الى عناوين واسماء المجموعات المسلحة، في خطاب قائد الثورة الاسلامية اليوم، مرده انه لم يعد هناك، بعد التجربة التي عاشتها سوريا لاكثر من عقد، وكذلك المنطقة من طوفان الاقصى، من لا يعرف المسؤول الاول لكي المآسي التي تعيشها بلدان وشعوب المنطقة، فالخطوط الرمادي التي كانت هي اللون الحاكم التي تفصل بين مواقف الدول والمجموعات والشخصيات، باتت اليوم خطوط واضحة يمكن ان يقف عليها على السذج من الناس.

عندما يقول رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي المجرم بنيامين نتنياهو، ان دور كيانه اسهم في اضعاف الحكومة السورية، وعندما يقول ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﺟﯾك ﺳوﻟﯾﻔﺎن، ان ﺑﻼده ﻛﺎﻧت ﺟزءا ﻣن ﺟﮭد إﻗﻠﯾﻣﻲ ودوﻟﻲ واﺳﻊ ﻹﺿﻌﺎف ﻣﺎ أﺳﻣﺎھم ﺑداﻋﻣﻲ اﻷﺳد، وعندما يرى العالم كيف تزامن دخول المجموعات المسلحة دمشق، مع توغل قوات الاحتلال الى عمق الارضي السورية واحتلال جبل الشيخ حتى باتت على بعد 25 كيلومترا من دمشق، وشن مئات الغارات الجوية، امام مرآى ومسمع العالم، على سوريا، دمرت خلالها 80 بالمائة من القدرات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ والعلمية والبحثية، فهل بقي هناك من يتردد في الى الاشارة الى الجهة المسؤولة ازاء كل ما جرى؟.

الشيء المهم الذي تطرق اليه قائد الثورة في خطابة، والذي لم يدر في مخيلة الثنائي الامريكي الاسرائيلي، هو ان سوريا ليست كباقي البلد ان الاخرى، فهي بلد يضم ارقى النخب العربية في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية والادبية والفنية، فالمجتمع السوري مجتمع منفتح على العالم اجمع، بحكم تركيبته الديمغرافية، ويتمتع بحس وطني وقومي واسلامي مرهف، عصي على الترويض،وهذا ما قصده قائد الثورة عندما بقوله:” سيتم تحرير الاراضي السورية المحتلة على يد الشباب السوري الغيور، ولا شك في أن هذا سيحدث”..” وان امريكا لن يثبت لها موطئ قدم، وبعون الله، وبتوفيق من الله، سيتم طرد أمريكا من المنطقة على يد جبهة المقاومة”.

لا شك ان النظام السوري السابق كانت له معارضة مشروعة، وكان يجب الاصغاء اليها، لتحصين سوريا من دسائس الثنائي الامريكي الاسرائيلي، الذي جند مجاميع مسلحة تحمل جنسيات العشرات من الدول الاخرى، ولها اجندات لا ناقة ولا جمل للشعب السوري فيها، وشحنها الى سوريا، للدفع بها الى حيث يريد هذا الثنائي الخبيث، وليس هناك من فضيحة لهذا الثنائي اكبر من دعمهما في الوقت نفسه لمجاميع متناحرة داخل سوريا، فهذا الثنائي يقدم المال والسلاح الى “قسد”، وفي نفس الوقت يقدم المال والسلاح الى المجاميع المسلحة التي تقاتل قسد، وهذا يكشف وبشكل لا لبس فيه ان امريكا لا تريد الخير لا لـ”قسد” ولا للمجاميع المسلحة التي تناهضها، لانها ببساطة لا تريد الخير لسوريا نفسها، وتسعى لتفتيتها لصالح “اسرائيل”، وصولا الى تسييدها على دولها وشعوبها.

من السذاجة الثقة بامريكا وذيلها القذر “اسرائيل”، فهذا الثنائي لا يحاول ان يفتت سوريا فحسب بل يعمل على دفع السوريين ليتنازعوا مع بعضهم البعض الى الابد،عبر بث السموم الطائفية والعرقية، الا ان هذا الهدف لن يتحقق، وان سوريا لن تكون لقمة سائغة لامريكا والكيان الاسرائيلي، كما اكد اية الله خامنئي وبالضرس القاطع: انه كلما زاد الضغط على المقاومة، أصبحت أقوى، وكلما ارتكبتم جرائم ضدها، ازدادت عزيمتها، وكلما حاربتموها، ازدادت اتساعا. وإنه بعون الله وقدرته، ستنتشر رقعة المقاومة أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *