
فلاح المشعل
أعتقد أن أزمتنا السياسية في العراق تتمثل بحقيقة مفادها، ليس لدينا رجال سياسة، بل لدينا رجال سلطة، ومعارضون للسلطة، ومتى ما أتيح للمعارضين مسك السلطة حتى يصبحوا أسوأ ممن سبقهم في إدارة البلاد!
حقيقة انكشفت بعد نهاية النظام الملكي الذي تشكلت في خضم الصراعات آنذاك تجمعات لنخب سياسية لها فاعلية اجتماعية، لكنها انتهت بنهاية الحكم الملكي، بعدها سيطرة الشعبوية الهتافية وفوضى السلاح والأفكار اليسارية والقومية واليمينية المتطرفة، حتى وصل الحال إلى سلطة أحزاب الإسلام السياسي وأجنداتها الخارجية، فأصبح ترتيب البيت السياسي الداخلي بقرارات ووصايا خارجية، أي فقدت الطبقة السياسية جذرها الاجتماعي العراقي، واكتسبت صفة الوجود الطفيلي!
مئة عام من الفشل في إنتاج نخب سياسية اجتماعية متشابك مع الواقع العراقي، قد تذهب بعض الآراء السطحية لاعتبار الانتخابات حالة من الديمقراطية التي تكسب الطبقة السياسية شرعيتها، لكن المتبحر بصياغة قانون الانتخابات وسطوة المال السياسي إلى جانب النفوذ والمتاجرة في عملية شراء الأصوات، تجعل منها ممارسة لتحديث وجودها المتطفل الطارئ على مجتمع يخبئ حراكات مناوئة ومشاريع للاحتجاج والثورة والانقلاب.