ديسمبر 26, 2024
download (2)

الكاتب : سليم الحسني

بعد الانتخابات البرلمانية تحالف الصدر مع الحلبوسي ضد الإطار التنسيقي، فامتلك الحلبوسي القوة بهذا التحالف ووصل بها الى رئاسة البرلمان.

تعرقلت خطة الصدر ـ الكاظمي ثم انهارت بعد أحداث الاثنين الأسود، وتجمد الوضع عدة أسابيع بعدها، حيث كان الحلبوسي يعيق تشكيل انعقاد البرلمان، حتى يكتشف توزيع القوى في الساحة، ويطمئن على مستقبله.

شعر الحلبوسي بالضعف، فقام بتمثيلية الاستقالة بعد الاتفاق مع الإطار على الوقوف الى جانبه وتثبيته في منصبه. وكان ذلك شرطه لعقد جلسة البرلمان التي يتم فيها انتخاب رئيس الجمهورية.

بموافقة الإطار التنسيقي على شرطه، استعاد الحلبوسي قوته بأفضل من السابق.

الصدر وقادة الإطار يعرفون جيداً أن الحلبوسي فاسد جداً، وله علاقاته الخارجية المعادية للشيعة، لكن الأفق الضيق للطرفين الشيعيين، يجعل كل واحد منهما يتحالف مع الشيطان للانتصار على أخيه.

في حالة الصدر والإطار، لم يتحالفا فقط مع الشيطان، بل عمل كل منهما على تقويته ودعم نفوذه، وبطريقة يكون فيها الحلبوسي هو صاحب الفضل عليهما.

الصدر برر تحالفه بأنه من أجل الإصلاح وتغيير الوجوه الفاسدة القديمة. والإطار يبرر موقفه الجديد بأنه من أجل حفظ العملية السياسية وتشكيل الحكومة. أي أن كلاً من الطرفين الشيعيين جعل الحلبوسي هو مفتاح الحلول.

الحقيقة المؤلمة أن قيادات الشيعة في التيار والإطار، تعيش عقلية محدودة. وهذا ما يعرفه خصومهم السياسيون، لذلك يتلاعبون بهم ذات اليمين وذات الشمال. وهناك جمهور جاهز يهتف بالتأييد للخطوة وضدها، ويتظاهر للموقف وعكسه.

النقطة المشتركة بين الطرفين الشيعيين هي المصالح الذاتية التي تحكم المواقف والقرارات، وبها يدوسون على القيم والمبادئ. ومع أن نفس هذه الحالة موجودة عند قيادات السنة والكرد، لكن هؤلاء يحتفظون بنسبة من الاهتمام لمصالح مكوناتهم. ليت قيادات الشيعة تكون مثلهم، إذن لتحسن وضع الشيعة بعض الشيء.

٢٨ أيلول ٢٠٢٢

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *