download (1)

حسن عطوان

لا يلام الحرّ لو مات كمداً على ما يرتكبه الأمويّون الجدد من مجازر ومذابح ضد المدنيين الأبرياء من كبار سنٍ ونساء وأطفال من الشيعة والعلويين في سوريا . والأمر وإنْ لم يكُ مستغرباً ممَّن يفتخر بأنّه أموي وعلى منهج بني أمية .. وهكذا ليس مستغرباً السكوت المُطْبِق لبقية المسلمين ، بل سكوت العالم بأسره ممَّن صدّعوا رؤوسنا بدعاوى حقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات ! بل أنَّ الإعلام العربي ، الذي لم ينبس ببنت شفة أزاء الإجتياح الإسرائيلي لسوريا ، عاد مرة أخرى ليحرض على قتل كل مَن ليس أموياً ، وهابيّاً ، ناصبياً ! عاد لنفس النغمة التي مارسها ضد شيعة العراق قبل سنوات ، ليعلنها صراحة مرة أخرى : ألّا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية ! وأمّا حكّام دمشق الجدد ، فهم بالقدر الذي جبنوا عن إطلاق طلقة واحدة ضد الجيش الإسرائيلي الذي بات يسرح ويمرح في سوريا ، بقدر ذاك الجبن ، أظهروا شجاعتهم ضد الأبرياء العُزّل !! وكل ذلك ليس بغريب ، على مَن يصرح دون خجل أنَّ قدوته معاوية ويزيد وعمرو بن العاص ومروان بن الحكم وزياد بن أبيه وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد والشمر وحرملة والحجّاج ومَن هو على شاكلتهم ! إنّما الغريب أنّه لم يزل كثيرون منّا يطالبون بحلِّ الحشد وتسليم سلاح الشيعة في العراق ولبنان ، وهم في وسطٍ يحمل كل هذا الحقد الهائل عليهم .. الغريب أنّه لم يزل كثيرون مّنا يطالبون بحصر السلاح بيد الدولة .. هذه الدولة التي من الممكن جداً أنْ يقع قرارها في أية لحظة بيد ( خنجر ) غادر من خناجرهم ، وهي كُثُر ، أو حتى بيد محسوب على التشيع لا يهمه سوى الرجوع الى السلطة أو البقاء فيها عدة من أيامٍ معدودات أخرى !! أيها الشيعة لا تتخلّوا عن سلاحكم وعضّوا عليه بنواجذكم ، فهو شرفكم ، مهما كانت الذرائع ، ومهما ساقوا لكم من مبررات !! لا تضعوا سلاحكم أرضاً إلّا لإبداله بما هو أكثر تطوراً وأشد فتكاً ! لا رغبة بقتل الآخر ، ولا بإراقة دماء ، إنّما دفاعاً عن أنفسكم ، ولردع مَن كان ولم يزل يتغنى بهدر دماءنا ويطرب للإستماع الى أنين ضحايانا .. والقوم أحفاد القوم .. وحسبنا الله .. ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *