
عزيز الخزرجي
لهذا يجب محاكمة الطبقة السياسية:
ثلاثة أسباب لا تحتاج لأدلة و شهود تُحتم محاكمة قادة الأحزاب و الساسة المتحاصصين و معاقبة مَنْ حولهم من المرتزقة :
السبب الأول : أنهم كاذبون و مخادعين جملة و تفصيلاً, و أوضجها ما ظهر على لسانهم, حين أقسموا بآلله – بآلمناسبة (الله) بنظرهم مجرد وَهْم – بأنهم لم يسرقوا و لا يملكون ديناراً لأنفسهم و لا مالاً لتزويج أبنائهم, و أشهر هؤلاء الفاسدين المنافقين, هم المالكي و حسن العامري و عمار و زيباري و مشعاني والربيعي و خنجر و وو, ولا نحسب المرتزقة من حولهم من الخط الأول و الثاني لأنهم مجرد أجساد تتحرك لا روح ولا وجدان و لا ضمير بوجودهم, و هدفهم الوحيد هو جمع الرواتب و الأموال, و جميعهم , و لا حاجة لبيان الأدلة فقط إمتلأت بها المقالات و التقارير و الواقع يشهد بذلك!
السبب الثاني : إنهم و بقوة السلاح خنقوا كل صوت حر و حاصروا المفكريين الحقيقيين و الفلاسفة, و فسحوا المجال أمام طبقة إعلامية سطحية بائسة لا تتقن معالة واحدة من مبادئ الفكر أو تأريخ الصالحين, لهذا قدوتهم هم الطبقة الفاسدة التي تمدّهم بآلأموال مقابل الوعظ و التمجيد الكاذب, لهذا فأن هذا الأعلام تسبب في تعميق جراح العراق و إنتشار الفساد و الطبقية في كل حدب و صوب.
السبب الثالث : لقمة الحرام التي دخلت بطون أعضاء الحكومة و البرلمان و القضاء و بآلتالي اكثرية الشعب العراقي, و يكفي أن تتطلع على رواتبهم و مخصصاتهم و فسادهم الذي أزكمت الأنوف و ضج العالم بخبرهم!
و لقمة الحرام حين تدخل البطون تحتاج إلى 40 يوماً من الأعتكاف و العمل الصالح كي يتطهر صاحبه, و هؤلاء أولاد الحرام ليس فقط لا يعتكفون, بل لا يعرفون قوانين الأعتكاف و العمل الصالح خصوصا أعضاء حزب الدعوة الفاسد العار و الذين أصبحوا بحق قدوة فاسدة لتخريب أخلاق الشعب العراقي كله, فآلبعث الذي مهد لهذه العاقبة لم يكن أحد ينتقده كثيراً لأنهم أعلنوا منذ مجيئهم بأنهم جاؤوا للحكم لأجل المال و الظلم و من ينازعهم يعدمونه و هكذا فعل صدام و حزبه .. حتى عند هروبه أمام الأعداء أخذ معه كل دولارات البنك المركزي و كانت بحدود 14 صندون مملوء بآلدولار و كما شهد بذلك آخر أخوين مرافقين له محمد و أحمد عندما كان صدام مختبئاً في مزرعة الشيخ نامق تحت الأرض.
وإليكم القول الفصل على لسان الأمام عليّ(ع) الذي شوّه المتحاصصين و الساسة الحاكمين و النواب نهجهم .. حيث هدموا ما بناه الشهداء العظام و المجاهدين الحقيقيين المحاصرين بتضحياتهم الكونية عبر التأريخ حتى سنوات الجمر العراقي و للآن, ولم يطمعوا بشيئ سوى هداية الناس و تطبيق العدالة بعكس الطبقة السياسية الحاكمة تماماً!
عندما سُئل الأمام عليّ(ع), السؤآل التالي :
[كيف تُفسد العامّة من الناس؟ أجاب أروع توصيف للجذور قائلاً :
(إنَّما هي من فساد الخاصَّة ، وإنّما الخاصّة ليُقسمون على خمس :
العلماء وهم الأدلّاء على الله ، و الزهّاد وهم الطريق إلى الله ، و التجّار وهم أمناء الله ، و الغزاة وهم أنصار دين الله ، و الحكّام وهم رعاة خلق الله ،فإذا كان العالِم طمّاعاً وللمال جمّاعاً فبمن يستدل ؟
وإذا كان الزاهد راغباً ولما في أيدي الناس طالباً فبمن يُقتدى ؟
وإذا كان التاجر خائناً وللزكاة مانعاً فبمن يُستوثق ؟
وإذا كان الغازي مرائياً وللكسب ناظراً فبمن يُذبّ عن المسلمين ؟
وإذا كان الحاكم ظالماً وفي الأحكام جائراً فبمن يُنصر المظلوم على الظالم ؟
فوالله ما أتلف الناس إلّا العلماءالطمّاعون ، و الزهّادالراغبون ، و التجّارالخائنون ، و الغزاةالمراؤون و الحكّام الجائرون ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون والعاقبة للمتقين)].
المصدر: ميزان الحكمة ج٣.
و بغير ذلك فأن الظلم سيمتد و ينهي العراق و يجعله على مشارف الهاوية ليظهر صاحب الزمان(ع) و تكون الخاتمة على يديه بسبب هؤلاء المجرمين و مرتزقتهم الذين لا يفقهون شيئا, لا من الدّين و لا من السياسة و لا الأقتصاد ناهيك عن الأخلاق و الحُب و القيم التي محوها من صفحة العراق تماماً كنتيجة طبيعية للرواتب و للقمة الحرام.
حكمة كونية : [الكاذب لا يمكن أن يكون نزيهاً].
عزيز الخزرجي