يوليو 10, 2025
download (1)

نعيم الخفاجي

ثورة الإمام الحسين ع لم تكن ثورة لأجل استعادة كرسي حكم، بقدر انها ثورة إصلاحية أرادت تصحيح الانحراف الذي حدث في الدولة الإسلامية الحديثة، حيث رفض القرشيون حسب قول عمر بن الخطاب إلى عبدالله بن عباس وكما هو ثابت في صحيح البخاري ومسلم القول، أن قريشا كرهت أن تجتمع في بني هاشم النبوة والإمامة، وحسب قول عمر فإن قريش قد أصابت الاختيار.

لانريد نعمل محكمة إلى عمر وغيره، هم ونحن والجميع نقف بين يد الله الحاكم العادل الجبار في يوم الحساب.

ذات مرة دار حديث بيني وبين المفكر المصري الدكتور صالح الورداني، حول اسباب الانقلاب الذي ابعد علي بن أبي طالب ع عن الخلافة، قلت له لعل المخابرات للدولة الرومانية لها دور بذلك، قال لي هذا الرأي وإن كان يمكن البحث به، لكن كما هو ثابت أن الرسول محمد ص حذر أمته من الاختلاف بعده مثل ما حدث اختلاف بين اليهود والنصارى بعد موت موسى ع ورفع عيسى ع للسماء، بلا شك رأي الصديق الدكتور صالح الورداني معزز بحديث عن النبي محمد ص فهو الصحيح.

رسول الله ص أراد كتابة وصية كتابية بعد أن أوصى في غدير خم، وبلغ الأمة أنه راحل وكان يمسك في يد علي بن أبي طالب ع وكما هو موجود في صحيح مسلم إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي آل بيتي، والإمام أحمد بن حنبل قال وان الرسول ص كان ماسك يد علي بن أبي طالب ع وقال اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

بمساوئ معاوية بن أبي سفيان لكنه قال الحقيقة إلى عبدالله بن عمر تحدث معاوية في فضل أبي تراب علي بن أبي طالب، وقال إلى ابن عمر اول واحد سلب حق علي هو اباك وأبي بكر، قالها من خلال رسالة ذكرت في مصادر تاريخية كثيرة منها كتاب العقد الفريد.

الآيات القرآنية حذرت المسلمين من الانقلاب بعد وفاة رسول الله ص منها اية الآية الكريمة{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} هي من سورة آل عمران، الآية 144. تعني أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم هو رسول من عند الله، تمامًا كجميع الرسل الذين سبقوه، وأن مهمته هي تبليغ رسالة الله، والآية تُذكّر المسلمين بأن الرسل جميعًا بشر يموتون، وأن موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم آله  لا يعني نهاية الدين أو الرجوع عن الإسلام. 

الرسول ص حذر الصحابة أنه يحل في أمة الاسلام مثل ما حل لدى اليهود والنصارى حيث اختلفوا فيما بينهم وهذا الذي حدث في رزية الخميس والسقيفة …..الخ نتج عن ذلك اسلامان،  اسلام سني يتبع السقيفة  و اسلام شيعي يتبع آل محمد ص و بلا شك اسلام ال محمد هو  الأقرب إلى الشريعة الإسلامية الصحيحة.

ثورة الإمام الحسين كانت ضد الظلم والانحراف وتقسيم المجتمعات إلى طبقات مستفيدة وطبقات محرومة، لذلك أشاد العديد من المفكرين والكتاب، مسلمين وغير مسلمين، بشجاعة الإمام الحسين (ع) وتضحياته في معركة كربلاء، بل الجانب المسيحي والغربي والهندوسي أحبوا الحسين ع وأحبوا أباه علي بن أبي طالب ع، على سبيل المثال قال الروائي البريطاني  تشارلز ديكنز، وُلد تشارلز ديكنز في 7 فبراير 1812 وتوفي في 9 يونيو 1870 قال، إذا كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والأطفال؟.

 المفكر المسيحي السوري أنطوان بارا قال:الإسلام بدؤه محمدي واستمراره حسيني!. وأضاف: لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر. 

صدق المنصف انطوان بارا، بل عندما يحيي الشيعة ذكرى استشهاد الإمام الحسين، مفخخات التيارات الوهابية السفيانية تهاجم المواكب، والفيالق الإعلامية تشن حملات تشويهية لتشويه سمعة شيعة آل البيت بشكل همجي، بغضا للحسين وابيه واخيه، نعم المدرسة الوهابية تنظر إلى علي بن أبي طالب ع وإلى الحسين ناس خارجين من الملة والإسلام.

زعيم الديانة الهندوسية غاندي قال، تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر،  الأديب المصري عباس محمود العقاد قال،  ثورة الحسين، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية، فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي، ولم يمضِ من تاريخ ثورة الحسين حتى سقوطها أكثر من سنة ونيّف.

المستشرق الألماني ماربين: قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلا أنه لا يعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.

الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك: ليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة ان يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء.

توماس كارليل، الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي قال : أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه.

فلاسفة ومثقفي العالم الغربي المسيحي وزعماء الهندوس معجبين في ثورة الحسين ع وفي مواقف أبيه الإمام علي بن أبي طالب ع الانسانية، بينما تجد غالبية أبناء العرب المسلمين السنة من الوهابيين ومن بعثية سنة العراق، المقيمين بالغرب ينقلون صور سلبية سيئة عن الشيعة وعن ثورة الحسين، لكن بسبب اضطهاد صدام الجرذ للشيعة اضطر إلى الهجرة من العراق للغرب ملايين المواطنين الشيعة.

 أصبحت إقامة مراسيم أحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع تقام بكل عواصم ومدن دول أوروبا وأفريقيا والأمريكتين وأستراليا وكندا… الخ.

أين ماوجد شيعة بالعالم تقام مواكب حسينية ومن تبرعات المواطنين الشيعة، للأسف شركائنا بالوطن أمثال البعثي الطائفي علي الكاش ومن لف لفهم، يكذبون ويدلسون لتشويه سمعة آل البيت ع، هذا البعثي القذر علي الكاش في كتاب له يهاجم الشيعة، يقول أن صدام هجر الأكراد الفيليين لانهم فرس، رغم أن الفيليين يسكنون وسط وجنوب العراق منذ العهد البابلي، لكن المشكلة ابتلينا نحن الشيعة بوجود أعداء لنا بعثيين ووهابيين فاقدين لشرف الخصومة والاختلاف.

نحن نعيش اليوم في معركة حامية الوطيس بين معسكر السفيانيين من العرب السنة الوهابيبن ومعهم أردوغان ومدعومين من زعيم بني صهيون نتنياهو وبدعم من الأعور الدجال زعيم العالم الغربي اشقر الروم حسب حديث رسول الله ص حلاب العرب هههههه وبين معسكر القوى المهدوية، سألوا علي بن أبي طالب ع كيف نميز الحق من الباطل بعد رحيلك عنا، قال لهم انظروا إلى سهام الأعداء فهي تدلكم إلى اهل الحق، أتعجب من ساسة القوى الشيعية العراقية كيف لايوحدون خطابهم وبعد أن اتضح المعسكر السفياني واتضح المعسكر المهدوي، ورد حديث عن علي بن أبي طالب ع بكثرة رايات شيعية معلومة الاسماء متشتيتين، وهذا هو الحاصل بزمننا هذا، رايات شيعية مختلفة بل منهم من يحاول نزع سلاح الطرف الآخر ويخدم المعسكر السفياني وهو لايعلم، واجبنا ننصح ونُذكر، مانعيشه اليوم هو صراع مابين المعسكر السفياني المدعوم من نتنياهو والاعور الدجال ضد المعسكر المهدوي، نحن ننتظر وقعتين كبيرتين تستهدف القوى الشيعية المهدوية بالعراق، لكن هدف الفوز يكون من نصيب المعسكر المهدوي عهد معهود، لايهمني كثرة الباطل وقلة أصحاب الحق، دون توقيت لكن أجزم نحن وصلنا الى المراحل المتقدمة لفوز المعسكر المهدوي، لنجعل من ذكرى الإمام الحسين ع مناسبة لنبذ الخلافات والعمل على التعاون والمحبة والعمل على الإصلاح الحقيقي ورص الصفوف لمواجهة هجمات المعسكر السفياني الذي تشكل واتضحت معالمه مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

5/6/2025