الكاتب : مهدي قاسم
إذا انطلقنا من حقيقة عدم وجود استقلالية تامة ومطلقة ، بالمعنى السياسي للكلمة ، فهذا الأمر يجب أن تنسحب على معاهد استطلاعات الرأي العام أيضا ، بشأن من الشؤون ولا سيما بخصوص ما يتعلق في أمور سياسية بحتة أو ذات صلة مباشرة بها ..
وقد جاءت عملية فوز ترمب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لتسلط الضوء على هذه الحقيقة كاشفة بعض ميول هذه المعاهد المبطنة والمضمرة لهذه الجهة السياسية أم لتلك ، أي بناء على من يدفع أو يموّل بسخاء أكبر ..
و في هذا السياق سعى عديد من معاهد استطلاعية ، إلى التركيز ــ تبنئا و تكهنا زائفين ــ على تفوق كامالا هاريس على ترمب ، بفارق متقدم من الأصوات قبل أيام من بدء الانتخابات ، و بعد على الساعات الأولى من بدءالانتخابات أيضا ، في نية واضحة للتأثير النفسي على الناخبين لحثهم ـــ و خاصة المترددين منهم ــ للتصويت لصالح المرشحة هاريس ، إذا معروف في علم النفس إن الوعي الجمعي يجذب الوعي الفردي بسهولة للانضمام أو القبول بما تراه الأغلبية صالحة أو جيدة ..
حيث يقدم مسؤولو هذه المعاهد ذلك ، ولو بتستر تحت مزاعم وجود ” هامش من الخطأ ” ، كذريعة مسبقة لعدم تحمل المسؤولية المعنوية أو المهنية في حالة فشل التنبؤ أو نتائج الاستطلاع ..
علما ، حتى إن أصحاب الشهرة من الفنانين والفنانات ــ رغم ترويجهم سياسيا ضمن حملة لهاريس ــ لم يفلحوا في التأثير على الناخبين في حثهم أو دفعهم للتصويت لصالح هاريس ..
لذا فالمهم هو كسب الانتخابات من خلال تقديم برامج إصلاحية تتضمن حلولا عملية وملموسة مقنعة ، تخص مسألة تحسين معيشة المواطن و توّفر له فرص العمل والخدمات ، إلى جانب الصحة والتعليم ..