ديسمبر 12, 2024
image

الكاتب : ميلاد عمر المزوغي 

انفض الاجتماع الطارئ ,الذي سخّروا لهم وسائل اعلامهم المختلفة بانه سيمثل نقطة تحول جديدة, سبع وخمسون من اصحاب الجلالة والفخامة والسمو, اجتمعوا في بلاد الحرمين الشريفين, سهلت لهم التقنية الحديثة ان يتكلم كل في مكانه, القوا خطب شبيه بتلك التي كانت تلقى في مكان غير بعيد من مكانهم الذي اتخذوه مقيلا ومبيتا, خطب رنانة حماسية, لإيهام رعاياهم انهم جد حريصين على مصير الامة.

في هذه المرة خرجوا عن المألوف, تجاوزوا التنديد والشجب والاستنكار الى الطلب من الامم المتحدة والمجتمع الدولي, تجميد عضوية الكيان الصهيوني لجرائمه بحق سكان غزة وحظر بيع الاسلحة له, نقلة (في الفراغ) نوعية ولا شك, ولكن هل يؤخذ بكلامهم؟ (من يزود العدو بمختلف انواع الاسلحة هي امريكا وبعض الدول الغربية التي يقيمون معها اوثق العلاقات), أ ليسوا مجرد ادوات طيعة في ايدي من نصبوهم على شعوبهم لعقود؟ هل اقدم أي منهم على قطع علاقاته مع كيان العدو بسبب هذه الجرائم؟ بالتاكيد لم يجرؤ أي منهم على فعل ذلك, لانهم مجبرون على اقامة العلاقات والتطبيع الكامل, والا سيجدون انفسهم خارج الحكم, لقد عاد سيد البيت الابيض الى الحكم وهو الذي يقول الكلام على حقيقته, بعيدا عن برتوكولات السياسة ,وعما قريب سياتي لجمع الاتاوات والجزية لان هؤلاء يعيشون تحت حمايته, يحكمون حوالي المليارين من المسلمين وايراداتهم تفوق اموال قارون, ماذا فعلوا بها على مدى سبعة عقود هي عمر الازمة او النكبة او الخيبة او العار الذي لم يمح حتى الان.

حكام اليوم يعملون بمنهج الرئيس الراحل السادات, الذي قال ان 99% من اوراق حل ازمة الشرق الاوسط في يد امريكا, وكان سبب بلاء الامة والتفريط في مقدساتها, كان “جريئا” ,فزار فلسطين المغتصبة وفرشت له البسط الحمر, دخل الكنيست جهارا نهارا ليس فاتحا بل صاغرا , اما هؤلاء الحكام, فانهم يتسللون الى القدس خفية في بادئ الامر خوفا من شعوبهم, ومع مرور الوقت اصبحوا يقيمون مع العدو اوثق العلائق, ويعتنقون الديانة الابراهيمية ,انه الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت عنه كوندوليزا رايس(وكنا نعده ضربا من الخيال) وهو سيطرة الصهاينة على المنطقة بعد الاطاحة بالحكام(المشاغبين) الذين كانوا يعارضون ذلك, وساهم غالبية حكام اليوم في الاطاحة بهم وتدمير بلدانهم وقتل وتشريد ابنائهم,لان حكام اليوم كانوا يرون في اولئك المشاغبين حجر عثرة نحو التطبيع مع الكيان الذي ما ان تم التخلص منهم حتى سارع هؤلاء بالتطبيع .   

ان من يقاتلون العدو اليوم يأخذون على عاتقهم الثأر للامة, هم من يدعي حكامنا بانهم ليسوا عربا كما انهم ليسوا مسلمين, ويعتبرونهم فئة ضالة لا تقدر مصالح الامة, ولا يأخذون بالأمر الواقع, وانهم لم يراعوا حرمة الجيرة, وانهم يمثلون اطرافا خارجية, همها تأجيج الصراع بين ابناء المنطقة, وجعلها منطقة ملتهبة, تحية للمقاتلين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم, فهم على رغم قلة امكانياتهم الا انهم فئة امنت بربها, يقدمون كل غالي ونفيس, اموالهم وانفسهم واولادهم من اجل رفع الظلم الذي يلحق بالأمة, والتي اصبحت في ظل هؤلاء الحكام مضحكة للعالم ,امة تغتصب مقدساتها وتنتهك حرماتها وتنهب خيراتها, تتداعى عليهم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها .

ان الذين اجتمعوا في الرياض قدموا ولاءهم.. صك على بياض, ومن ثم رجعوا الى بلدانهم امنين مطمئنين وهم على امل بان يغدق عليهم اولياءهم عبارات الشكر والثناء لما قاموا به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *