164e7d37-83f2-4778-9fe7-e46fb2e39f67

انوار داود الخفاجي

يعود الحديث عن إيجاد “وطن بديل” للفلسطينيين بين فترة وأخرى إلى الواجهة، حيث تطرحه بعض الجهات السياسية كحل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. لكن هذا الطرح يلقى رفضًا واسعًا من الفلسطينيين والعالم العربي، نظرًا لما يحمله من تهديد مباشر للحقوق الوطنية الفلسطينية. يثير هذا الطرح تساؤلات حول أهدافه الحقيقية، وما إذا كان من الممكن أن يؤدي إلى القضاء على الهوية الفلسطينية.

تعود فكرة “الوطن البديل” إلى عقود مضت، حيث كانت هناك اقتراحات بترحيل الفلسطينيين إلى دول مجاورة مثل الأردن أو سيناء المصرية، أو حتى إلى مناطق أخرى خارج الشرق الأوسط. ومن الأسباب التي تجعل هذا الموضوع يُطرح بين فترة وأخرى:

*السياسات الإسرائيلية التوسعية*: تسعى بعض القوى الإسرائيلية إلى فرض “الحقائق على الأرض”، عبر الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ما يجعل ترحيلهم حلًا مطروحًا لتصفية القضية الفلسطينية.

*الأزمات السياسية في المنطقة*: مع تصاعد الأزمات في العالم العربي، تحاول بعض القوى الدولية استغلال الأوضاع لفرض حلول تتجاهل الحقوق الفلسطينية.

*محاولة إنهاء القضية الفلسطينية*: يرى البعض أن تهجير الفلسطينيين يمكن أن يكون حلًا نهائيًا للصراع، متجاهلين أن القضية ليست مجرد قضية لاجئين، بل قضية شعب له وطن تاريخي وحقوق مشروعة.

*دعم بعض القوى الدولية*: تلعب بعض الدول الكبرى دورًا في إعادة طرح مثل هذه الأفكار، بحجة إيجاد حلول عملية للصراع، لكنها تتجاهل الحقوق القانونية والتاريخية للفلسطينيين.

هنا يطرح سؤال هل التهجير سيقضي على الهوية الفلسطينية؟

الهوية الفلسطينية متجذرة في تاريخ وثقافة ونضال الشعب الفلسطيني، ومن غير المرجح أن يؤدي التهجير إلى القضاء عليها، للأسباب التالية:

*التمسك بالهوية الوطنية*: رغم كل محاولات التهجير، حافظ الفلسطينيون على هويتهم من خلال الثقافة، والتاريخ، والتعليم، والنضال السياسي.

*التجربة التاريخية*: منذ النكبة عام 1948، ورغم التشريد واللجوء، لم تنجح أي محاولات في طمس الهوية الفلسطينية، بل زادت من تمسك الفلسطينيين بحقوقهم.

*الدعم العربي والدولي*: هناك رفض واسع لمثل هذه المخططات، سواء من الدول العربية أو من المجتمع الدولي، ما يجعل تنفيذها أمرًا صعبًا.

*القانون الدولي والقرارات الأممية*: تعترف الأمم المتحدة بحق العودة للفلسطينيين، وهو ما يجعل أي مخطط لترحيلهم غير قانوني.

 وفي الختام يبقى الحديث عن “وطن بديل” مجرد محاولة يائسة لإنهاء القضية الفلسطينية، لكنه لن ينجح في محو الهوية الوطنية الفلسطينية. فالشعب الفلسطيني أثبت عبر العقود قدرته على الصمود، والتشبث بوطنه، رغم كل التحديات. إن أي حل للصراع يجب أن يقوم على الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وليس على محاولات ترحيلهم وطمس هويتهم.

1 thought on “لماذا يُطرح بين فترة وأخرى الحديث عن إيجاد وطن بديل للفلسطينيين؟

  1. ضعف القضية الفلسطينية وراءها من رفعوا شعاراتها من تحرير الغدس وتحرير فلسطين..
    القوميين والاسلاميين والشيوعين..سحبوا البساط من تحت اقدام الفلسطينيين.. من المقبور جمال عبد الناصر مرورا بالقذافي وصدام الى الخميني وخامنئي.. فاصبح القرار الفلسطيني ليس بيد الفلسطينيين بل من طهران او القاهرة او بغداد او طرابلس او دمشق او عمان.. فانتهت القضية الفلسطينية واصبحت ورقة تتاجر بها انظمة شمولية لابعاد الانظار عن ماسي الدول الوطنية الى شعارات فلسطين الفارغة..
    حتى بفلسطين هناك مليون وثنمائة الف (فلسطيني) يحملون الجنسية الاسرائيلية يطلق عليهم (عرب 48) وليس (فلسطيني 48) .. لان فلسطين وفلسطينيين معرف لدولة..اما عرب مجرد عرق..
    حركة حماس و الجهاد انفسهم لا يؤمنون بقيام دولة فلسطينية باديولوجياتهم ويطرحون دولة الخلافة العابرة للحدود..
    السلطة الفلسطينية مجرد كهول لا هم لهم الا جني الاموال.. وحماس لا هم لها الا ان تكون سلاح للايجار لمن يدفع اكثر واخرهم للايرانيين..

    الروس عبر ستالين.. رحلوا ما لا يقل عن مئات الالاف من شعب التتار من شبه جزيرة القرم عام 1944 الى مناطق تبعد الالاف الكيلو مترات عن بلادهم.. وبقطارات الماشية لترحيل النساء والاطفال وكبار السن.. وهم جزء من عشر قوميات تم نقل سكانها وترحيلهم من ارضهم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *