اسم الكاتب : أمير فندي
حتى وقت قريب كان الحديث عن اليهود في إقليم كردستان العراق أمرا غير متداول إلا في سياق تذكر أحداث تاريخية مرت بالمنطقة، لكن الحال تبدل خلال العامين الماضيين، حيث قررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان افتتاح مكتب وممثلية خاصة باليهود، لتنضم إلى مكاتب أخرى يمثل كل منها أحد الأديان المعترف بها في الإقليم.
هذا الأمر كان محل ترحيب معظم الأحزاب الكردستانية، وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده مسعود البارزاني أكثر الأحزاب التي عملت على تثبيت وجود اليهود في الإقليم، عبر الاعتراف بوجودهم والمشاركة في مناسباتهم الدينية التي يقيمونها في كردستان.
ممثل اليهود في وزارة الأوقاف ورئيس الطائفة اليهودية في الإقليم شيرزاد مامساني، قال للجزيرة نت إن لليهود في الإقليم علاقة متميزة مع العائلة البارزانية، وأضاف “نحن لن ننسى كيف أنها حمتنا في منتصف القرن الماضي وحتى مطلع السبعينيات منه، وأنقذت أرواح المئات من اليهود عندما كانوا يتعرضون للقتل والإعدام والسلب في بغداد أيام الفرهود”.
وعلى الرغم من أجواء حرية الاعتقاد التي توفرها كردستان لجميع الأديان، فإن اليهود حتى هذه اللحظة يمارسون طقوسهم بشيء من السرية.
هذا الوجود اليهودي في الإقليم لم يكن محل ترحيب الجميع، فالشيخ مظهر الخراساني -وهو أحد أكبر الدعاة المسلمين في الإقليم- يحترم جميع الديانات، فلا إكراه في الدين، لكنه اشترط أن لا يضر ذلك الوجود بالإسلام والمسلمين، وذكر أن هناك تضخيما لوجود أتباع عدد من الأديان في الإقليم، واليهود منهم، وهذا التضخيم يضر بمصالح المسلمين.
المطالبة بالدعم
وطالب مامساني الكونغرس الأميركي -عقب زيارة له إلى إسرائيل واللقاء بأعضاء في الكنيست- بتقديم المزيد من الدعم لقوات البشمركة “التي تحمي المسلمين والمسيحيين واليهود والصابئة والإيزيديين والعرب والكرد دون استثناء”.
من جانبه، قال القيادي الأول لتجمع رفض التدخل في العراق عبد الرزاق الشمري، إن اليهود الموجودين في الإقليم يحاولون عقد مقايضة سياسية مع الكرد بأن يصوروا لهم أن إسرائيل ستعترف بدولتهم القادمة في حال أعلنوا عنها، إذا ما تم الاعتراف بوجود اليهود في الإقليم.
وشدد الشمري على خطورة هذا الانفلات في الاتصال بدول الجوار والعالم، معتبرا أن وقوف رئيس الطائفة اليهودية في الإقليم أمام الكونغرس الأميركي “هو قفزة سياسية يمكن لها أن تجر العراق إلى الهاوية”.
في هذا السياق، قال الشيخ الخراساني إن ما يجري من اتصال المسيحيين بالفاتيكان مباشرة واليهود بالكنيست الإسرائيلي دون العودة إلى الحكومة وباقي الأديان كل حسب هواه، أمر خطير من شأنه فسح المجال أمام دخول أجندات خارجية إلى البنية السياسية والاجتماعية لشعب إقليم كردستان العراق المسلم.
لكن في رده على سؤال للجزيرة نت عن علاقة اليهود الموجودين في الإقليم بإسرائيل، قال مامساني “ليست للعراق علاقة مع إسرائيل، والإقليم أيضا، وبالتالي نحن أيضا لا تربطنا أي علاقة مع إسرائيل”، لكنه لم ينف زيارات يقوم بها أفراد الطائفة إلى القدس لأداء الحج.
يذكر أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد اليهود الموجودين في إقليم كردستان العراق، لكن رئيس الطائفة يقول إن عددهم يصل إلى نحو خمسين عائلة تلتقي أيام السبت في معبدها الموجود في إحدى ضواحي أربيل.