نوفمبر 22, 2024
image1

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-11-15 15:36:45Z | |

اسم الكاتب : طالب حسين

في أُمسية لطيفة ٍ دافئة جمعتني مع صديقٍ حبيبٍ من آل الجواهري الكرام مضىٰ بنا الحديثُ مذاهبَ شتىّ وعُدنا طويلاً الى همّنا الأول والأساس وهو العراق المُبتلىٰ بكل أنواع المخلوقات الموبوءة التي أحنت ظهره الموجوع أصلا وأسلمته لأقدار سيئة ٍ ومصير مُحزن٠

ذكّرني صاحبي ليلتها بالشاعر الشعبي المذهل المرحوم عبد الحسين أبو شبع وديوانه الذي كتب مقدمته مظفر النواب مُشيداً بهِ وبشعره ، أقول ذّكرني به وبقصائده التي هجا فيها ليس فقط الكثير من ادعياء الدين وإنما انصبَّ غضبه على الكبار منهم والمهمين وقد نشر موقع الحوار المتمدن قصيدته الشهيرة التي هجا فيها المرجع السيد عبد المحسن الحكيم في وقتها في أواخر الخمسينات من القرن الماضي ومطلعها :

“يا آية الله شلون آيه ……..”

وكان المرجع الحكيم قد ساند البعثيين في انقلابهم الدموي في ٨ شباط سنة ١٩٦٣ ، وعلى ذمة الكاتب محمد باقر الحسيني في ثلاث مقالات ٍ لَهُ عن الحكيم نُشرتْ أيضاً في موقع الحوار المتمدن ، فقد أرسل الحكيم برقية تهنئة ٍ لانقلابيي ١٤ رمضان الذين قتلوا زعيماً صائماً وابناً بارّا للشعب وهوالشهيد عبد الكريم قاسم ، هذا الرجل الذي كان قد سنَّ قانون الصلاح الزراعي وألغى الإقطاع واعطى الأراضي للفلاحين الفقراء فأفتىٰ “سماحتُهُ” وقتَها بهدْر ِ دم ِ الوطنيين العراقيين وحرَّمَ بفتواه الأراضي التي استحقها هؤلاء الفقراء واعتبرها “أرضاً مُغتَصَبةً” لايحقُّ لهؤلاء الفقراء المالكين الجُدُد ان يستغلوها فهي مُلكٌ للإقطاعيين ، ولهم وحدهم فقط ، وحَشّدَ القوىٰ في تحالف ٍ مَقيت لتهديم ماأسستهُ الجمهورية الفتية في ١٤ تموز ١٩٥٨ ، هذه الوقائع وغيرها ألهبت حماسة الشاعر الوطني الراحل عبد الحسين أبو شَبَع ، فكانت قصيدتهُ المدويّة والمشهورة حينها إستقراء لِنبض الشارع العراقي وهي – بالمناسبة – قصيدة صالحة لهذا اليوم  ، حيث تستمر أحزاب الإسلام السياسي باستنزاف قوت الشعب العراقي وأمواله ،. وما قام به الأجداد يستكمله الأحفاد ، واقتطف مقطعين صغيرين منها:

ايْ تُخْمة حَرومَه جَراهنَنْ جينْ
تعمل لاجلْ أمريكهَ بيا دِين ؟
جثيره طْلايبَكْ تتخلّصْ منينْ
مِتْعَفْلِقْ صِرِتْ شيخ الولايهْ
يا آيةَ الله شلون آيه……..!

صدك إنسان والاّ ثور مربوط ْ
خلّيت الشعب بالشعب مخبوط
اولادك تِكصّ وتفصّلْ القُوطْ
وهاي الناس أكثرها عرايَه
يا آية الله شلون آيه……!

وإذ نحن – مع صاحبي الجواهري – نُطيلُ الحديث عنه وعن مواقفه الشجاعة وشعره الذي يفضحُ فيه ادعياء الدين هؤلاء
تذكرنا بيته الشعري الطريف والذي جعلتُ شطراً منهُ عُنواناً لهذه المقالة :

إكْل الدجاج ومَصْمُصْ اعظامَهْ
سَهْلَه القضيه … إمْداسْ …. وإعْمامَهْ

هذا البيت الذي انطبق سابقاً وينطبقُ حالياً ، ليس فقط ، علىٰ قائمةٍ طويلةٍ من هؤلاء السادة الذين سَهُلَتْ القضية لهم بلبس ِ المداس واعتمار العمامه وإنما يمتدُّ ليشمل أحزاباً كثيرة وجهات ٍ لا عدّ لها الآن ، فهاهم من تحدّثَ عنهم عبد الحسين أبو شبع قد مَصْمصوا عظامنا زمناً طويلاً وأسلموا قيادنا للآخرين وهاهُم احفادهم يُكملون الطريق ويستمرون َ في ….. المَصْمَصَـــــــه ……….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *