
سليم جواد الفهد
حدود العراق اليوم كدولة حديثة يعود إلى مؤتمر القاهرة عام 1921 بعد أن خاضت بريطانيا الحرب العالمية الأولى ضد العثمانيين على أراضي العراق وانتهت بتغلغلها وضم ثلاث ولايات عثمانية عام 1918 هي الموصل وبغداد والبصرة وجعلتها مقاطعة تابعة للهند البريطانية.
وبحسب (توبي دوج)-هو أستاذ في قسم العلاقات الدولية. وهو أيضا أستاذ ومدير برنامج الكويت بمركز الشرق الأوسط- في كتابه “اختراع العراق” فإن البلد الوليد قد اقتصر – وفق اتفاق سايكس بيكو – على ولايتي بغداد والبصرة لكن الجاسوسة البريطانية (گيرترود بيل) (المس بيل) أصرت على ضم الموصل إليه بهدف تحقيق توازن طائفي يتيح امكانية اعطاء حكم العراق لسياسيين من السنة العرب!
هذا الاجراء كان لتجنب أن يصبح العراق دولة دينية بقيادة المراجع الشيعة في النجف التي وصفتهم (المس بيل) (بالغرباء). وموقفها مبني على عداء علماء الشيعة ومحاربتهم لبريطانيا في معركة الشعيبة.
حيث صدرت أول فتوى للجهاد العيني في العصر الحديث عام( 1914) ضد الإحتلال البريطاني إذ أفتى جمع من رجال الدين الشيعة بالجهاد ضد الإنكليز. وقاد السيد محمد سعيد الحبوبي المقاتلين في المعركة التي وقعت بتاريخ 12- 14 نيسان عام 1915 بين القوات البريطانية بقيادة الجنرال (دلامين) والقوات العثمانية بقيادة سليمان العسكري.
وبعد خسارة المعركة أقدم القائد العثماني سليمان العسكري على الانتحار بسبب خسارته المعركة.
أما الجانب البريطاني فقد وصف المعركة بأنها «معركة الجندي» بمعنى معركة قتال (مشاة بشق الأنفس) حيث أن قوات المشاة البريطانية قد حسمت المعركة.
بعد الانكسار في جبهة الشعبية وعودة الحبوبي مع المجاهدين إلى مناطقهم أخذت صحته بالتدهور ليتوفى الحبوبي قرب مدينة الناصرية في منطقة سميت (دار الجهاد) وذلك في الثاني من شعبان 1333هـ الموافق 1915م وقد بلغ من العمر السابعة والستين عاماً.
والجدير بالذكر أن قبل هذا التاريخ لم يفت أي عالم من علماء الشيعة بعد غيبة الإمام المهدي أي فتوى للجهاد العيني في العصور المتعاقبة.
هنا تكمن المفارقة فبالرغم من الحيف الذي لحق بالعشائر العراقية الشيعية من جراء معاملة الأتراك الظالمة في جباية الضرائب والقهر الاجتماعي والعزل السياسي فإن رجال الدين الشيعة لم يفكروا ولو مجرد تفكير في اعلان الجهاد ضد العثمانيين.
لكن بني عثمان كعادتهم في نكران الجميل فبعد انتصار القوات البريطانية في معركة الشعيبة في 12/4/1915م نكلوا بالعشائر العراقية الشيعية وأجبروهم على دفع الضرائب المضاعفة بحجة الحرب على الأنكليز الأمر الذي سبب قيام تمرد شعبي ضد الأتراك في مناطق كثيرة خصوصا النجف وكربلاء والحلة حيث نجح الأهالي في السيطرة على بلدة النجف في نيسان 1915م بعد مواجهة الحامية التركية ثلاثة أيام من القتال وبقيت تحت سلطتهم حتى بعد دخول الإنكليز إليها. وكذلك اشتعلت شرارة التمرد في مدينة كربلاء في حزيران سنة 1915م ونجح أهالي البلدة في طرد الموظفين الأتراك منها. إلا أن مدينة الحلة وبفضل خدعة القائد التركي عاكف باشا أستبيحت في تشرين الأول (أكتوبر) 1916م وقتل الأهالي شر قتلة وهدمت المحلات الرئيسة ودمرت البلدة تدميرا عنيفا. وتعد هذه الواقعة التي اشتهرت عند العراقيين بـ«دكّة عاكف» آخر المجازر التي ارتكبها الأتراك في حق العراقيين قبل انطفاء توهجهم في العراق وجلائهم عنه.
أقول: ألم يكن الأتراك بكل اجرامهم يستحقون أن يعلن الجهاد ضدهم قبل الأنكليز؟
ولكم في فتوى ابن طاوس في مجلس هولاكو قبل إسلام المغول أسوة حسنة حين أجاب نقيب الطالبيين ابن طاوس استفتاء هولاكو حول المفاضلة بين الكفر مع العدل وبين الإسلام مع الجور بأفضلية الكافر العادل على المسلم الجائر. قال ابن الطقطقي وهو المؤرخ القريب من زمن الحدث: “جمع (هولاكو) العلماء بالمستنصرية لذلك، فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب، وكان رضي الدين علي بن طاوس حاضراً المجلس، وكان مقدماً محترماً، فلما رأى إحجامهم تناول الفتيا، ووضع فيها تفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر، فوضع الناس خطوطهم بعده”.
(الطقطقي: الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية).
سؤالك..اليس الاتراك العثمانيين احق بالجهاد ضدهم…من قبل العرب الشيعة..الجواب نعم..
السؤال اذن لماذا المرحعيات لم تفتي بذلك..الحواب..فعلا بما قالته مسزز بل…المرجعيات غرباء اجانب عن العراق ايرانيين…
لذلك اجنداتهم كانت بهوى الايرانيين..وايران..
فايران كانت ترى بالاتراك..الضعفاء اهون لها من الانكليز الأقوياء .
لذلك المرجعيات الايرانية لم تؤيد ملك عربي شيعي كخزعل على العراق.. ووقفت ضد الانكليز…