284655650_1697056667298893_8860601283431265754_n

عباس شمس الدين

زرع البعث خلال فترة الثمانينات – من خلال التعليم والميديا – حقدًا شعوبيًا عميقًا عند معظم طبقات الشعب العراقي للفرس، وترجمه بكراهية الإيرانيين، وصل إلى حد أن بعض من ينحدر من أصول إيرانية كان الأشد في التبرؤ من أصولهم كما رأينا من كثير منهم ممن أبقى النظام عليهم فلم يُسفرهم.

وانتشر هذا الوباء في كل مجالات الحياة، فقد رأيت آثاري نكرة في لقاء مع مذيع نكرة يقول إنه يستفزه من يقول إن اسم بغداد من أصول فارسية، مع أن عشرات المفسرين لم يستنكفوا أن قالوا إن القرآن الكريم يحتوي على ألفاظ فارسية مثل أباريق وأرائك وأساور، واستبرق وزرابي وزمهرير.

ولقد روى لي أحد أصدقائي أنه رأس لجنة لمناقشة طالب دكتوراه، وقد لفت انتباهه العصبية المفرطة التي تلبست أحد المناقشين عندما ناقش الطالب في قوله عن ابن حزم الأندلسي أن أصله فارسي، وظل في حالة من الشد والنفرزة عجيبة، والطالب يسوق الأدلة على صحة ما نقل، والأستاذ – كاره الفرس – يتلوى من الألم.

فإن قال قائل إن من حق أهل العراق كُره الفرس؛ لأنهم احتلوا العراق ردحًا من زمن، فيقال لهم فما بالهم مع التُرك، وقد احتلوه وجعلوه أكثر البلدان تخلفا في العالم منذ عصر المتوكل إلى اليوم؟ وما بالهم بالإنكليز والأمريكان، ونحن نعيش ما دمروه أثناء احتلالاتهم.

لكن أسوأ الكارهين للفرس من العراقيين هم السنة. فدينهم كله قائم على الأعاجم من فرس وغيرهم، من أئمة مذاهبهم إلى كُتاب صحاحهم إلى أعاظم مفسريهم؛ فهم بنسبة تفوق مفهوم المعظم والغالب.

فالبخاري (جده الثالث اسمه بَرْدِزبَه) ومسلم (جده الثاني اسمه وِرد بن كوشاذ) وابن ماجه (جده اسمه ماجه) والترمذي، والنسائي والزمخشري والرازي والسجستاني والغزّالي وشهاب الدين اﻷصفهاني والثعلبي كلهم من الفُرس، والفيروزآبادي (فارسي، وقيل هو هندي) وابن خلكان (فارسي وقيل كردي) وأبو إسحاق الشيرازي والبيهقي وابن إسحاق صاحب السيرة وعبد الحكم القندهاري وسيبويه إمام النحو كلهم من الفُرس، وابن تيمية (كردي)، وعبد الرزاق الصنعاني، وابن أبي شيبة، أبو الحسن المدائني، الإسفراييني، إسماعيل الأصبهاني، ابن روزبهان، الزمخشري، عبد القاهر الجرجاني من الفرس أيضًا، ونوبخت الأهوازي المشرف الفلكي على بناء بغداد العباسية، وما شاء الله الفلكي زميل نوبخت. ناهيك عن مجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والليث بن سعد، وربيعة الرأي، وطاووس بن كيسان، ومكحول، وابن سيرين، والدهلوي، والقندهاري، وعبد الحميد خسروشاهي، والعضد الأيجي، وعبد الرحمن الجامي، وعبد الرحمن الكرماني، والمروزي، وأبي نعيم صاحب الحلية. وقائمة تطول ولا تقصر كلهم فُرس اقحاح.

المرض البعثي تغلغل في هؤلاء، وأصبح عقدة، بل عقيدة، لا تغادرهم حتى القبر.

1 thought on “المرض البعثي

  1. هسة شتريد تقول..العراق فارسي..والعراقيين اصلهم فرس..
    وان الله لم يخلق الارض وما عليها وما فوقها ..الا للفرس..
    لعن الله ايران وذيوله..
    لعن الله مصر وجحوشه..
    لعن الله الارهاب والبعث وداعش..
    لعن الله من ينكر أصله ويجعله فارسي الولاء والفخر..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *